غني يا صداح وغني ردد الألحان وقول لوِّن أفراح الأماسي خلي حزن الناس يزول روض الوتر المعربد ناغم اللحن الخجول منذ ظهوره الأول قادماً من المملكة العربية السعودية سبقته اغنيات مسموعة كان يرددها من هناك وأجادها بدرجة الإمتياز خاصة أغنيات الفنان الطيب عبد الله مثل «الأبيض ضميرك» و«السنين» وغيرها من مختارات أجاد أدائها لعدد من رموز الغناء بصوته الساحر وأسلوبه الأدائي الأخاذ والمدهش الممزوج بامكانيات تطريبية عالية وشكله ومنظره الأنيق والمهذب. كان ذلك وأكثر جعل الكثيرين يتنبأون للفنان الشاب معتز صباحي بمستقبل رائع في مشواره الفني.. فلم يخذل الفتى المراهنين عليه وعلى موهبته وحجز مبكراً موقعاً مرموقاً في الصف الأول بين زملائه من الفنانين الشباب، واصبح بسرعة البرق «فنان شباك» منذ اللحظة الأولى، وامتلك قاعدة جماهيرية كبيرة باتت تترقبه وترصد وتتابع حفلاته الخاصة والعامة في كل مكان، بل حتى وصل بهم الأمر إلى تقليده في «النيو لوك» الذي اختاره لنفسه في طريقة لبسه للأزياء وتسريحات شعره بأسلوب «الفلفلة» الذي انتهجه بقية الفنانين من بعده، كيف لا وهم وصلوا معه إلى سلالم أعلى درجات العشق والوله واطلقوا عليه العديد من الألقاب أشهرها «القيصر».. وواصل بعدها صباحي رحلة الإبداع والتألق وانتج مجموعة ضخمة من الأغنيات الخاصة الجميلة التي لاقت قبولاً كبيراً منها «باين عليك» و «صورة وصوت» و «كمل جواي كلام الريد»، وغيرها من الروائع التي شكلت شخصيته الفنية وخلقت له لونية غنائية خاصة ومميزة في الساحة. كما يحمد لصباحي بأنه لم يركب مطلقاً موجة ترديد الأغنيات الهابطة أو الهايفة سريعة الذوبان تلك التي باتت سمة وملمح لأغلبية أبناء جيله من الفنانين الشباب لأن معتز صباحي له مبدأ ورسالة ومشروع فني متمسك به. ولكن بدون أدنى مقدمات توقف صباحي وانزوى بعيداً عن الساحة بصورة غريبة!! ولا ندري ماذا أصابه؟، وأزاح عن نفسه البريق بأسلوب غير مبرر، وسببه في ذلك كما قال معللاً بأن أحد الفنانين الشباب عمل على تدميره بشتى السبل أهمها شراء أغنياته المعروفة التي رددها وتركه يبدأ من مرحلة الصفر مرة أخرى.. ويمكن أن تكون هذه أسباب مقنعة لدرجة ما، ولكنها لو مرت بفنان آخر يعرف جيداً متاريس ومحافير الوسط الفني وأساليب اللعب في الخفاء لكان تجاوزها ورد الصاع صاعين لمن كال له المؤامرات والدسائس، ولكن صباحي صاحب شخصية غريبة جداً، فهو انسان حساس لدرجة المبالغة، وتفعل به الكلمات والمواقف مفعول السحر أياً كانت ايجاباً أو سلباً، ويتأثر بها كثيراً لدرجة «البكاء»، وهذه ليست مبالغة في الوصف بالطبع! ولكنها مبنية على عدة مواقف مرت به ونحن قريبون من صباحي، فدموع معتز قريبة جداً في طرف عينيه ومن أسهل الأشياء عليه نزولها. ولكن الحقيقة هي في انزواء صباحي من الساحة في الفترات الماضية، أنه لم يستطع التكيف مع الوسط الفني بمعنى فشله في مجاراة الخبثاء فيه من (الحفارين) واستسلم لهم وآثر الانزاوء بعيداً، وترك لهم الساحة وحمل معه المرارات والآلام والأوجاع بداخله، ولم يظهر في أجهزة الإعلام إلا في العام الماضي عبر برنامج «أغاني وأغاني» التي يرى الكثيرون بأنها كانت خصماً عليه، ولم يستثمرها جيداً، ولكن أنا أرى بأنها كانت عبارة عن عربون محبة بينه وبين جمهوره على أمل العودة مجدداً لاعتلاء العرش واستلام تاج القيصر.. نعم نحن ندعم ونقف ونساند معتز صباحي لايماننا التام بموهبته العالية، فهو متفرد في كل شيء مقارنة بأبناء جيله من الفنانين الشباب، لذلك سوف نبدأ معه مشوار العودة القوية حتى يغرد ويغني ويصدح ونردد خلفه «غني يا صداح غني».