جمالان إذا أنطمسا (صدأ العسجد) وأنطفأ اللؤلؤ. وتمرد الياقوت.. قلتها وأنا .. أستنطق جمال النفس في جمال الروح.. بمقدار الميزان الإنساني في وقت وهن فيه العرفان وقل فيه الأمان عبر نافذة التمدن المخل لنبقى عند واجهة المال في وسط الرجال.. لتضيق القيم والمثل وتنهار محاسن التساوي، ونفتقر لأخو فاطمة عبر مسرحية مشروخة ذهبت أدراج الرياح ليكون التداول طبقياً يحمل أجهاض النواة المتجددة في برنامجه السالب ليقل نشاط التوافق الإنساني في رحم الإيمانيات عبر محاولات ميئوسة، إلا أنها تجاهد في مثل هذه الأجواء علها تظفر بقتل الجينات التي تحافظ على مبادئنا الإسلامية السامية.. ليكون التعوذ كيف تكون ثرياً بمتناقضات الأهداف والتي جاءت من قمع القيم وإستلاب الحقوق وقهر الرجال وفوضى الإمتلاك بدون وجه حق.. فهنا تبدو الحقائق بائنة لضعاف النفوس حين تغيب مراقد الإيمان والقناعات لديهم في دهاليز القصور والفلل وما لذ وطاب على مذاقاتهم خوفاً من الجوع وتحسباً من الضياع في وسط الزحام الدنيوي والمأخوذ من ضغوط الحياة الحديثة. جمالان إذا إفتقدناهما نقص وزن (فراسة) المؤمن.. وأنشطر عنده مسكن التهذيب اليقين، وانقطع مبدأ الوصال من حكم التواصل، وأنتهى حكم الأرحام والتراحم.. لننتقل إلى مواضع الجهل والجاهلية وقبح المعاملات في منطعف تاريخنا المعاش .. وتشرق الشمس بأشعتها ورغم حرارتها إلا أنها تكاد أن تخفي نفسها من سخانة الظلم وفداحة اللسان وسقوط المباديء في وسط الأسر، وهي تدعي التبسم المريع، ولكنه تبستر مخجلاً علها تظفر بالبقاء على زهجها السالب على حساب الكرامة والأعراف السودانية القديمة قدم أهلنا الأتقياء.. الأنقياء.. جمالان إذ إفترقا.. انهد الجبل.. وجف النهر.. ويبس الشجر والزهر وجاء الوعد بالإختيار إما الجنة أو النار.. هو الوعد المنتظر فمن صبر فاز وانتصر.. ومن اهتز واختل جلس في النار وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد.. فهل حسبنا أن الدنيا دار تعبد ومزار.. فيها يكون العبد كما قال الخالق القدير.. وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون فمن وراء التعبد مقاصد الإرتقاء والتشريف في يوم مقداره خمسون ألف سنة مما تعدون.. هنا تنجلي المخاوف لمن هو خائف في طعامه وشرابه وملبسه بمعايير أدق.. الحرام بين.. والحلال بين.. وبينهما أمور متشابهات.. لتأتي حقيقة المال والبنون زينة الدنيا لتحفظ قيمة الإنسان التعبد به ولكن بأدب التعبد نفسه.. دون ذلك يكون السير خطأً مريراً يفضي إلى الضعف الدنيوي وإنهيار الأخلاق!. جمالان إذ ذابا تجمد السحاب..وانعدام الجواب وخاب معدن الأحباب.. فورثنا هموم العذاب في الدنيا قبل يوم الحساب فعلينا أن نبحث في جوف الفؤاد،ونشغله بتلاوة الكتاب ليكون الإنسان مقرباً وليس مغرباً.. يكون مهذباً مشذباً عطر اللسان رطباً في خصائصه.. إذا خاطبه الجاهلون قال سلاماً.. والفهم من وراء القول.. إن يدخل المؤمن إلى الحياة ويخرج إلى مرافيء الجنان.. وتلك سعادة السعداء.. وهذا أمر قد يصعب تحصيله في هذا الزمان لمن رآه صعب.. فالمشقة بسوالبها المتوالية استطاعت أن تفقد ضعاف النفوس إشارات المرور التي تحتاج إلى جهد كبير لا يمكن أن يكون أشارات المرور التي تحتاج إلى جهد كبير لا يمكن أن يكون المال وحده الضوء الأخضر. جمالان أحرص عليهما ولا تتبع أهواء الدنيا.. وتضع أمورك في موضع الاجتهادات والتغيرات الخاطئة لأمور الدين فهناك من يضع تبريراً ليحلل مكاسبه الدنيوي دون سند منطقي.. مثل هؤلاء قد غاب قلبهم وتلاشت بصيرتهم.. فهل يستجاب لهما الدعاء. إذاً الجمالان.. هما جمال النفس لمعرفة قيمة الدنيا.. وجمال الروح وصولاً إلى قيمة الآخرة.. فمن أدركهما أرتقى وسماً.. ومن أجادهم أصاب فدخل تماماً إلى مرتبة القبول إعترافاً بجهده وفضله وصبره.. والخوف من الجليل والعمل بالتنزيل هو شهادة حق لجمال الروح والنفس ونقاء للجسد من داء الزمان ومعصية الأنباء.. تعالوا نعيد أنفسنا ونصيغها كما فعل الأسلاف، فقد كانت حياتهم محسوسة تحفها الرحمة والسعادة أقول إنها دعوة حق ورجاء.. لنحس بالضياء يعم الأرجاء.. لنذهب بعيداً دون أن تكون قلوبنا يعتصرها الأسى .. فموجهات الزمن إنتشرت ومؤلمات المجتمع تعددت وتلونت .. لأننا في غياب تام.. ü عضو اتحاد الصحفيين السودانيين