أخي مؤمن الغالي لك تحياتي الصادقة أتفق معك في كثير مما جاء في عمودك بتاريخ الأربعاء 21/5/2014م- كلمات إلى مصطفى عثمان اسماعيل-وخاصة أهمية التركيز أكثر على الأستثمار وإزالة متاعبه ومعوقاته. الا أنني أختلف معك فيما ذهبت إليه من أنني قلت أن 95% من الشعب السوداني مع المؤتمر الوطني، إلا إذا أنت قررت أن أحزاب الأمة القومي والشعبي والعدالة وبقية آحزاب المعارضة التي قبلت الحوار وأحزاب الحكومة تساوي صفراً على الشمال. أنا قلت وهذا ما جاء في الصحف ويمكنك مراجعتها- وبالمناسبة قولي هذا كان أيضاً في لقاء جماهيري بأمبده شارك فيه ممثلو لأحزاب مختلفة- قلت بعد تجميد عضوية حزب الامة القومي والمؤتمر الشعبي والعدالة الأصل في قوى الأجماع الوطني وقبولها بالمشاركة في الحوار ، هل ما زالت قوى الأجماع الوطني تمثل الأجماع الوطني هل تمثل أكثر من 5%، ففي إنتخابات 1986م نال حزب الامة القومي أغلب الأصوات وحاز على 103 مقعداً في البرلمان، يليه الحزب الأتحادي الديمقراطي وحاز على 64 مقعداً يليه حزب الجبهة القومية الأسلامية وحاز على 56 مقعداً، وبقية الأحزاب وخاصة الشيوعي والبعثي لم يصل نصيبهما خمس مقاعد أي أقل من 5% فهل ترى أنني تجنيت عليهم..؟ وهل ما زال أسم قوى الأجماع الوطني أسم على مسمى؟ وأخيراً أخي مؤمن إختلاف الرأي لايفسد للود قضية، ونصف رأيك عند أخيك. أخوك د.مصطفى عثمان اسماعيل أرجو التكرم بنشر التعليق في عمودكم المقروء. ü من المحرر الدكتور الوقور مصطفى عثمان لك الود والتحايا الصادقة.. أصدق كثيراً من تحيتك العطرة.. ولا أظني كنت مخطئاً بل كان رأي صائباً وسديداً عندما كتبت في صدر العمود أو كلماتي لك مقدمة استوحيت فيها رقابة ضميري والخالق كانت مضمونها انك أنت من الذين نكتب ونقرأ لهم ونتابع أخبارهم عكس غيرك من «إخوانك» الذين لا نعيرهم مجرد التفاتة ولا نتوقف عن حديثهم لحظة ولا نتأمله لمحة فقط لأنهم يبنون كل كلماتهم وتصريحاتهم على ركائز السباب وأعمدة الشتائم وأنت يا دكتور وبعيداً عن حرق البخور.. بعيداً عن التسكع على أبواب المسؤولين فأنت من الذين يتخيرون النظيف والرفيع والمهذب من الكلمات حتى لو كانت قصفاً مدوياً ومدمراً للمعارضة التي أفخر أن أكون أحد أفرادها.. ثم ها هي كلماتك رداً على كلماتي في هامة العمود.. شكراً وأنت تتقف معي في كثير مما جاء في العمود.. ودعني أهتبل هذه السانحة لأطلب منك في رجاء بل في إلحاح.. أن تتفرغ تماماً لإدارة ملف الاستثمار الذي آراه المخرج الوحيد- حالياً- لعافية إقتصاد الوطن.. ورجاء أكثر إلحاحاً أن تنسى تماماً أنك عضو في «المؤتمر الوطني» طيلة وجودك على رأس الاستثمار والذي يحتاج منك إلى كل دقيقة بل ثانية.. ثم بعد أن تنهض مشاريع الاستثمار شاهقة وبعد أن تتدلى من أشجارها العملاقة حلو الثمار.. وبعد أن يعود اقتصاد الوطن مشرقاً ومضيئاً بعدها يمكن أن تعود إلى معارك حزبك السياسية وعندها يمكنك أن تنغمس حتى آخر سبيبة في رأسك في نهر المؤتمر الوطني أما الآن فوض من يقوم بمخاطبة الليالي السياسية والدفاع عن حزبكم وهم كثر بل «ما ليهم عدد». نعود إلى نسبة ال5%.. أولاً يا دكتور لم يحصل الأحبة البعثيين على أي مقعد في تلك الانتخابات.. كانت كل ال5 مقاعد هي للشيوعيين.. ثانياً يا دكتور إن حزب الأمة القومي- الآن- هو في وادي «الأعراف» لا نعرف إلى أي ضفة ترسو مركبه.. حتى لو عادت «مراكب ريده» إلى ضفتكم نقول.. إن 1% من الشعب السوداني بل إن أي مواطن سوداني له في الوطن مثل ما لكم.. وإن أي أقلية لها مطلق الحق في التعبير عن رأيها وأن الكم والكيف ليست خطوطاً حمراء.. ولا حوائط عزل مطلقاً.. وفي الديمقراطيات الرحيبة الراسخة حكم الهند مسلم ينحدر من أقلية ضئيلة بلداً به أكثر من مليار نسمة جلهم من الهندوس.. ختاماً.. شكراً مرة أخرى على ردك الرصين بالغ التهذيب.. أتمنى في سانحة أخرى أحدثك وأنت في «صفاء» وأنا في «روقة» عن روعة «توابل» اليسار في «حلة» المجتمعات.. عن لوحات المبدعين من تلك القبيلة وكيف الإبهار والاشعار والابداع وبهجة الغناء البديع وترف النشيد.. لك تحياتي مؤمن