الدكتور الوقور مصطفى عثمان اسماعيل لك التحايا والود والاحترام.. وأنت من الذين نكتب لهم ونقرأ لهم ونتابع أخبارهم... عكس غيرك من اخوانك الذين لا نعيرهم التفاتة ولا نتوقف عند حديثهم لمحة أو لحظة.. فأنت من الذين يتخيرون النظيف والرفيع من الألفاظ والكلمات حتى لو كانت(كيلاً بالربع الكبير) للمعارضة والتي نفخر بل أفخر أن اكون أحد أفرادها.. ولا غضب في الخلاف مطلقاً إن كان ذاك الخلاف يهدف الى اجلال الوطن وخدمة الشعب... بل هو تنافس شريف وان كان محموماً وملتهباً في حب الوطن والنهوض به ورفاهية أو اكرام الشعب، وبذل ما نستطيع للاحتفاء به بل دعني أذهب أبعد من ذلك لأقول.. يا روعة الخلاف ويا لبهاء المساجلات اذا كانت أسلحتها هي أناقة الحروف وبهاء العبارة.. وذخيرتها هي المحابر والمداد.. وقبل الدخول في الموضوع... بل قبل أن نتلو أمامك ليس شكوتي وشكري بل اتلو امامك فقط شكوتي... نعم قبل ذلك أقول إنك تمسك بأخطر الملفات التي تستهدف النهوض بالوطن وهو ملف الاستثمار الوطني وذاك الذي من خارج أسوار الوطن... ليتك تفرغت له بالكامل بل ليتك لم تنفق أوتهدر دقيقة واحدة من عمر الأيام في غيره.. هذا لأننا نسمع منك بين الحين والآخر تصريحاً «ينز» سياسة ويتلفح(شالاً) مطرزًا ويرفع راية مكتوب عليها «المؤتمر الوطني» والذي هو في النهاية حزباً سياسياً ينافس أو «يغطس» أحزاباً سياسية معه في نفس الوطن.. ودعني أسألك وأنت الذي يجب ان تكون غارقاً حتى آخر سبيبة من رأسك في ملفات الاستثمار المثقلة بالتفاصيل المحتاجة الى حركة ودأب واستنباط وسائل وطرق ودروب وافتراع مسالك واختراع أفكار ومنارات بل فنارات تهدي السفن العملاقة المسالك والدروب لترشد على موانيء الوطن.. كنت أساءل نفسي عند أي تصريح لك تطلقه نيابة عن المؤتمر الوطني... أو حتى الحكومة ذاتها أسأل (أين تجد كل هذا الزمن) يا دكتور بالله عليك ركز كل جهدك في جلب الاستثمار وادارة الاستثمار ودع تصريحات السياسة «لاخوانك» وهم كثر في المؤتمر الوطني... فهم على أهبة الاستعداد لملء كل الفضاء بالتصريحات صدًا أو هجوماً على كل من يتطرق بكلمة عن المؤتمر الوطني أوالانقاذ... جوِّد واتقن ملف الاستثمار وأترك الهجوم والدفاع لاخوانك الذين لا (يفوتون) كلمة واحدة ضد المؤتمر الوطني أوالانقاذ..أترك لهم كل ذلك أتركه لربيع عبد العاطي وقطبي المهدي وأمين حسن عمر وبقية(الأخوان). والآن نأتي الى آخر تصريح لك ازدحمت به صفحات الصحف... انه تصريح سياسي حتى النخاع... يستخف ويستهين بل يسخر من كل أطياف المعارضة في هذا الوطن النبيل... كان تصريحك نصاً هو «إن عضوية قوى الاجماع الوطني لا تمثل أكثر من خمسة بالمائة من الشعب» (يعني) ان 95% من الشعب السوداني هي جماهير المؤتمر الوطني وتوابعهم من شرائح تشظت من احزاب نشأت وتكونت قبل أن يغادر الوطن(الانجليز) وتساءل الفنان المبدع«فارس» في رسم كاريكاتوري مدهش على صفحات صحيفة الصيحة ردًا على تصريحك هذا وهو يرسم مواطن (غلبان) يسأل المسؤول في دهشة أو براءة «يعني أنا مؤتمر وطني».. سيدي الدكتور اذا كان معكم 95% من الشعب السوداني لماذا ترهقون أنفسكم بحوار (يقوم النفس) ولماذا تطلبون من 5% من الشعب الجلوس معكم للحوار؟ سيدي الدكتور.. قال مرة الجنرال عبد الله خليل مستهيناً وساخرًا من محدودية عضوية الحزب الشيوعي قال «المفروض شحن كل الشيوعيين في قطار وارسالهم الى موسكو»... وحتى تصفو لكم سماء الوطن وحتى لا يكدرها 5% من الشعب نرجو شحننا في باخرة بتذكرة ذهاب بلا عودة الى عرض المحيط... ولا يهم بعد ذلك اذا رست الباخرة في اوديسا أو نيويورك أو حتى لو غرقت وأكلنا السمك..