حدثتنا زميلة صحفية زارت الصين أنها لاحظت بعض الأشخاص على قمصانهم علامات ما أن يصعدوا للحافلات والمركبات العامة حتى يتبرع الجالسون بالقيام لهم من مقاعدهم ولما تساءلت عن هويتهم عرفت أنهم المعلمون وهذا الاحترام أقل تقدير لهم من مجتمع يعرف فضل المعلم. ما قادني للمدخل أعلاه سؤالي لأكثر من معلم (متى يبدأ العام الدراسي؟) أغلبهم أجاب لا نعلم متى نصرف مرتبات شهر مايو المنصرم فكيف نعرف ما بعده. محزن جداً واقع المعلم في السودان عموماً وقد تكون الخرطوم أحسن حالاً إذ يستلم معلموها مرتباتهم في الخامس من كل شهر أو قبله بيوم أو يومين أما الولايات فالحديث عنها (مصيبة). وتناقل الناس أن العام قد تقررت بدايته في اليوم الأول من رمضان (هل تصدقوا) أول يوم رمضاني دراسي والمداس غير مستعدة البتة فلا كتب وصلتها ولا مقاعد ولا صيانة مدرسة مثل مدرسة السيدة خديجة بنت خويلد الثانوية بالدروشاب انهارت بعض فصولها من جراء أمطار العام الماضي وجلست التلميذات في خيام لازالت كما هي ولم تتكرم الدولة بصيانتها ولا بناء ما تهدم منها. والغريب أن جيرانها رفعوا الردميات خوف المطر وباتت المدرسة كأنها حفرة وحتما ستسقط على رؤوس الطالبات عند أول مطرة ومتى؟ .. في شهر رمضان والناس صيام (الله يكضب الشينة) مجلس الآباء وأعيان المنطقة شبعوا من الوعود وملوا ومسؤول كبير كان قد حلف طلاق أن يعيد بنائها فور ولم يوفي رغم أنه معروف بالوفاء بالوعد. ومثل هذه المدرسة كثير في أمدرمان وأمبدة والثورات وشرق النيل .. فما هو المبرر لفتح المدارس هذا الشهر مع هذا الحال البائس للبيئة المدرسية وفي هذا الظرف الاستثنائي الذي تمر به الولاية خاصة والدولة عامة نعم هناك عام دراسي معروف عدد أيامه وعطلاته ولكنه لا يتم ذلك إلا بإصلاح حال المدارس أولاً ومد المدارس بمقاعد وأدراج تصمد لعام دراسي كامل ولا تتحطم بعد شهور قلائل ومصنوعة من حديد كالبسكويت مثل ما كان العام الماضي حيث اعترفت وزارة التربية بأن الأثاث المدرسي غير مطابق للمواصفات ووزعته للمدارس ولم يصمد كثير من أطفال لا تهدأ حركتهم خاصة في مرحلة الأساس. أما حال المعلم فلا أظن أنه سيتغير في بلد لا تجد فيه وعود المسؤولين من يحترمها ويحققها الخير والبلاد والعباد. فقط نسأل الله لهم الصبر الجميل وربنا يجعل أعمالهم في ميزان حسناتهم. حيدر محمد علي من المحرر: هل يناقش مجلس وزراء الخرطوم هذه الرسالة في اجتماعه القادم.. أتمنى أيضاً صدور قرار شجاع يقول: نحن غير جاهزون للعام الدراسي.