كل شيء يأتي متأخرا في السودان، لكن المصائب والضائقة المعيشية والقرارات الحمقاء دائما تأتي مبكرا، بالمناسبة آخر الدراسات تؤكد أن التأخير جرى تصنيفة ضمن أمراض العصر ، وبصراحة كده إذا كان الواحد يتأخر عن العمل أولقاء أصدقائه أو أحبته فإنه بلا شك يعاني من مرض التأخير ، الأطباء صنفوا أسباب مرض التاخير بأنه ناتج عن حالة تصيب دماغ الإنسان ، للأسف نحن في السودان نعاني من هذا المرض الذي يبدو انه ليس له علاج أكلنيكي على الإطلاق وربما لا تنتج التقنية الطبية أي علاج لهذا المرض اللعين ، نحن نتاخر عن المواعيد وعن اللقاءات وعن ارتياد المناسبات ، يعني بالمفتشر يمكن ان يطلق علينا أمة التأخير الكبرى ، جرب يا صاحبي أن توعد أحد أصدقائك لتلقي به في ساعة معينة في مكان محدد في أي مكان في الوطن ، وصدقوني أحلق شنبي الجربان ده لو أن ذلك الصديق يأتي في الموعد المحدد ، فإذا صدق في وعده فإنه سوف يأتي بعد ساعه او ساعتين من الموعد ، هذا طبعا إن لم تكن أخذته نومة أو طنش على طريقتنا السودانية الجميلة، للأسف أن هناك قائمة طويلة من أصحاب المهن في السودان مصابون بمرض التأخير فالطبيب يأتي متاخرا عن موعده حتى وإن كان مكلفا بإجراء عملية لا تستدعي التأخير والطبية لدينا كسلانة أكثر من جارتنا ، أما المهندسون وما ادراك ما المهنتدسون فحكايتهم أطول من حكايات ألف ليله وليله، فالمهندس لدينا لا ينجز المهمات المكلفة بها في الموعد المحدد وربما تجلس لديه المعاملة أكثر من شهرين أو ثلاثة بعد الموعد المحدد لتسليمها، أما الوزراء والمسؤولين مدراء العموم والذين على شاكلتهم فحدث ولا حرج في التأخر بالمواعيد، وطبعا هناك فئة من الناس الذين يعانون من عقدة النقص يرون أن التأخر في المواعيد يعني أن الإنسان مهم، قال مهم قال، وبالنسبة للحرفين من أصحاب مهن البناء والمكانيكية وكافة الحرفيين فإن أكثر خلق الله تأخر في أداء المهمات الموكلة لهم، وأجزم وأبصم بالعشرة والعشرين أن العامل السوداني تقل إنتاجيته بنسبة 10 في المائة عن نظرائهم في الوطن العربي من البحر إلى البحر، أذكر قبل عدة سنوات جاء صديقنا البرفيسور معز عمر بخيت إلى جدة، وتواعدنا لنلتقي في ساعة محددة في الفندق الذي يقيم فيه، وفي الموعد المحدد كان صاحبكم العبد لله يجلس في لوبي الفندق المطل على بحر جدة ، في لحظتها أذكر أن صديقنا البروف معز لم يصدق عينه أن يأتي سوداني بلحمه وشحمه في الموعد المحدد، المهم ربما يسأل أحدكم ليه يا جماعة الخير أن 99 في المائة من السودانين مصابون بمرض التأخير، سؤال وجيه ومنطقي فإذا كان كل شيء يأتي متأخرا في السودان لماذا لا يكون الفرد السوداني مصاب بمرض التأخير ، أرجوكم خذوا نفسا عميقا وتأملوا في القرارات الرسمية التي تصدرها الحكومة وتأملوا في مشاريع الحراك التنموي فستجدون أنها كل هذه المنظومة مصابة بمرض الخير وبعد ده كله كمان بتشكي , ههههههههه .