من أصعب اللحظات وأكثرها حساسية عندنا عندما نكتب عن شخص .. فالكتابة عن الأشخاص لا وجود لها في قاموسنا إلا في مرات يفرض علينا أصحابها ذلك .. لأن ما يعنينا دوماً هو العطاء الذي يقدمونه .. فلا نتحرج من الإشادة في من يستحقها ولا نخاف من النقد لمن كان له .. مهما كانت مكانته أو علا شأنه .. ومن هذا الباب ندخل اليوم مع المعتمد يوسف الزبير يوسف الذي استحق واستحقت أعماله الرضاء والتشجيع من المواطنين .. في زمن صعب فيه أن يرضى المواطن عن مسؤول فالأخ المعتمد يوسف ملأت أخبار أعماله الصحف وغطت شوارع محليته وولايته.. ومناسبة حديثنا عنه اليوم هو حفل التكريم الرائع الذي شهدته مدينة جياد الصناعية عصر الأمس .. حيث كرمت كوكبة من أبناء وبنات محلية الكاملين من وزراء وقادة عمل .. وشمل التكريم فيمن شمل الوزير عبدالوهاب أحمد حمزة والوزيرة أميرة الفاضل والوزير محمد أبو زيد والشريف أحمد عمر بدر والمعتمد عبد المنعم الترابي وآخرين .. وهو تكريم يحمل الكثير من الدلالات والمعاني وربما أولها هو الوفاء من المنطقة لأبنائها وبناتها .. وذكرى لهم ليبادلوا أهلهم ومحليتهم بوفاء قوامه العطاء .. وهو أيضاً دافع وحافز لهم لبذل المزيد للوطن والمواطن .. ورسالة واضحة معناها أن أهلكم من خلفكم يتابعون نجاحاتكم بكل الغبطة والسرور والحبور .إن تكريم معتمد الكاملين الأستاذ يوسف الزبير لهولاء الوزراء وغيرهم .. هو عمل يستحق إشادة تضاف لإشادات سابقات من مواطني المحلية ومن الصحافة .. وعمل يضاف لجملة أعماله الجليلة التي بدأها بالتعليم ومجاهدات في مجالات أخري .... هذا غير ثقافة التقشف التي أدخلها علي المحلية فأثمرت بيئة مدرسية سليمة وأينعت صحة في انتظار أن تصبح قطوفها دانية .. وقبل كل ذلك أرست أدباً جديداً تفتقده الكثير من مرافق الدولة بكبرى وزاراتها وولاياتها .. وهو أدب المحافظة علي المال العام .. ولن نقول أن يوسف الزبير وجد عدم الرضاء من كثير من المنتفعين .. ولكنا نقول إنه لم يأبه بالأبواق والضجيج الذي أحدثه بعض المتضررين من هذه السياسة وما أكثرهم بالمحلية . لا علاقة تذكر تربطنا بالزبير .. ولكن ربطتنا به سياسته الرشيدة في إدارة العمل العام والمحافظة علي أموال الشعب .. وربطنا به وفاؤه لأهل العطاء .. وهو رباط يسرنا ويثلج صدرنا .. وبالتأكيد يسر كل من همه الوطن وخدمة المواطن .. وهذا بالطبع لا يعني أن قلمنا سيصبح أسيراً لهذه العلاقة فهو جاهز للكتابة بأقسي عبارات النقد ..إن وجد ما يستحق النقد.. لا نخاف من نار المسؤولين ولا نبحث عن دفئها .. وليس في بالنا كما قالوا (أن من يقترب من المسؤولين يحس بالدفء .. ومن يقترب أكثر يحترق بنارهم). عفواً قرائي الكرام إن وجدتموني أكثر انحيازاً لأهلي في الكاملين ..فهي التي قدمتنا خداماً للوطن الكبير .. وهذا ما قلته مرة للأخ مدير مكتب الدكتور عبد الرحمن الخضر في لقاء لنا بوالي الخرطوم بمنزله .. عندما داعبني قائلاً : أنت منحاز لبحري والكاملين .. نعم أنا كذلك وأتمناه انحيازاً يقدم القليل لأهلي هنا وهناك.