عدتُ من الهند بدايات الأسبوع الثالث من شهر أكتوبر الحالي، وبدأت نشر المشاهدات والانفعالات مع الصور التي تمكنت من التقاطها، إذ إنني اعتبر الكاميرا هي الأداة المُكملة لعمل الصحفي، وتمكنه من نقل مشهد أو تفاصيل مشهد قد لا تفلح الكلمات في وصفه أو التعبير عنه، فالكاميرا قبل أن تكون عين الصحفي أو المحرر، هي عين القارئ التي يكمل بها صورة المشاهد الوصفية. بدأت النشر.. وتلقيت محادثات ومهاتفات ومكاتبات كثيرة، ويبدو أننا شعب يحب الهند والهنود وكان جيلنا مغرماً بالسينما الهندية ونجومها وفنونها وقد تلقيتُ عدة طلبات بأن استمر في كتابة تلك المشاهدات والغرائب والعجائب - وأحسب أنني سأفعل - لكن من المحادثات التي أسعدتني محادثة أخي وصديقي الدكتور هاشم الجاز الذي أثنى كثيراً على ما نُشر من أول يوم، بل وذهب إلى أبعد من ذلك - وهو الأكاديمي الباحث إلى جانب قدراته الصحفية الباهرة - وطلب إلى أن أجمع ما كتبته عن مشاهداتي السابقة في الخارج، إذ قيض الله لي أن أزور الكثير من الدول في كل قارات الدنيا القديمة، وإن لم أزر بعض دول القارات الجديدة مثل إستراليا، وظللت أنقل ذلك الانفعال الصادق للقاريء الكريم من خلال الصُحف التي عملت بها وقد شجعتني دعوة الأستاذ الدكتور هاشم الجاز على أن أحاول جمع تلك المواد لأبدأ في تنفيذ مقترحه خاصة وأن الفكرة كانت قد سيطرت على ذهني في العام 2004م عندما زرت بريطانيا للمرة الأولى وبدأت في نشر تفاصيل تلك الرحلة على صفحات صحيفة (أخبار اليوم) الغراء، وطلب إلى السيد الوالد الأستاذ محمود أبو العزائم - رحمه الله - آنذاك أن أبدأ فعلياً في إعداد كتاب عن تلك الرحلة قد اخترت للكتاب - الذي لم ير النور - اسم (لندن.. الصيف الرابع) إذ كانت الرحلة في أغسطس من السنة الرابعة في الألفية الثانية. بالأمس كتب سعادة الفريق الركن يوسف عثمان إسحق مقالاً يجده القارئ الكريم منشوراً على الصفحة السابعة من صفحات الرأي يشيد فيه بتسجيل المشاهدات والملاحظات التي وجدت نفسي منحازاً لتسجيلها حتى يكون القارئ الكريم معي (في الصورة) معايشاً لتفاصيل الرحلة، مشاهداً لكل ما استوقفني هناك. شكري الجزيل للأستاذين الجليلين الدكتور هاشم الجاز ولسعادة الفريق الركن يوسف عثمان إسحق ولكل من كتب إليّ أو خاطبني أو هاتفني، والشكر الجزيل للحكومة الهندية ممثلة في وزارة خارجيتها ووزيرها السيد سوهان كريشنا ولسفارة جمهورية الهند بالسودان التي رأت ترشيحي لأكون ضيفاً على حكومتها لمدة ثمانية أيام، والتي أتاحت لي فرصة نادرة للتعرّف على عالم كُنت أحسب أنه محض خيال.. وسينما.