بعد ثورة فبراير التي أطاحت بالرئيس معمر القذافي من سدة الحكم توقع الكثير من المراقبين أن تفتح ليبيا صفحة جديدة من الاستقرار والانفتاح نحو دول العالم ولكن سرعان ما تحول الوضع إلى كابوس تضجر منه الليبيون أولاً ودول الجوار الأفريقي التي ما انفكت تبحث عن حلول سياسية جديدة تقود إلى تحقيق الاستقرار عقب انقسام البلاد إلى فريقين وحكومتين في كل من طبرق وطرابلس... والسودان أحد هذه الدول الذي قاد مبادرة لدعم الحوار بين الأطراف الليبية ولم يكتفِ بذلك، بل فتح أبوابه باستقباله مؤخراً عبد الله الثني رئيس الوزراء الليبي والذي دعم مبادرة الخرطوم بشكل لافت ثم استضافته آلية دول الجوار الليبي في دورتها الخامسة لبحث أبعاد الأزمة بعمق وبحضور لافت من وزراء خارجية كل من مصر والجزائروتشاد وتونس وجيبوتي.. «آخر لحظة» على هامش الاجتماع التقت وزير خارجية ليبيا محمد الهادي الدايري فأدلى بإفادة مهمة حول الوضع في بلاده و«مسار غدامس» وجهود آلية دول الجوار الليبي لحل الأزمة الليبية، فإلى مضابط الحوار: ٭ كيف ترون المبادرة التي أطلقها السودان لرأب الصدع بين الأطراف الليبية؟ - في الحقيقة نحن استمعنا لرصفائنا في اجتماع آلية دول الجوار الليبي الذي أنهى أعماله الخميس المنصرم ومنها طبعاً السودان والجهود التي تبذل حتى هذه الساعة من كافة الدول «مصر والسودان و الجزائر» نجدها جميعاً تصب في خانة دعم الجهود الدولية لتقريب وجهات النظر ورأب الصدع بين الفرقاء الليبيين، وهذا طبعاً شيء نكبره من تلك الدول، وكان هنالك ترحيب بالدور السوداني، المصري والجزائري الذي ظهر الفترة الماضية. ٭ السيد الوزير طرأ في السطح مؤخراً ما يعرف بمسار «غدامس» إلى ماذا يهدف، هل يمكن أن تحدثنا عنه.. ومن هو الذى وضع هذا المسار.. وهل تتوقع نجاحه؟ - غدامس بدأ في التاسع والعشرين من سبتمبر، جمع 24 من أعضاء مجلس النواب، 12 من المقاطعين الذين قاطعوا جلسات المجلس في مدينة طبرق و12 من المشاركين، تبعتها جلسة أخرى عقدت في الثاني عشر من أكتوبر المنصرم في طرابلس، الآن رأى المبعوث الدولي جمع هذه الأطراف لكن مع توسيع الحوار، بحيث يشمل أطرافاً سياسية وأخرى اجتماعية، فليبيا ليست أحزاباً سياسية فهناك مكونات وأطراف اجتماعية مهمة ومجتمع مدني وقبائل ومسؤولون بالبلديات سيجتمعون في غدامس في التاسع من ديسمبر الجاري، هذا انطلاقاً لمسار تفاوضي جديد نأمل أن تكلل جهوده بالنجاح. ٭ هل تتوقعون أن تمتد أعمال مسار غدامس لسقف زمني محدد؟ - هذا المسار طبعاً سيستمر لبعض الوقت، ولكن في ذات الوقت لا نريد استمراراه لفترة طويلة خاصة وأنتم تعلمون أن الوضع في ليبيا حساس. ٭ كيف تصفون الوضع في ليبيا؟ - أقول لكم ومثلما ذكر وزير خارجية مصر منذ أسبوع من الآن، إن الوضع في ليبيا خطير. ٭ وأنتم ماذا ترون؟ - هو خطير ونحن نتمى أن نضع حداً لهذه الأزمة السياسية ولانعكاساتها الأمنية والسياسية والسلمية على ليبيا. ٭ في رأيكم ما هو الحل للأزمة في ليبيا؟ - الحل سياسي.. قلتها في اجتماع الآلية ولكن أريد أن أقول هنا للصحافة السودانية ومصر إن هنالك بياناً لمجلس النواب صدر في أحداث نوفمير أكد على الحل السلمي، هنالك في الحقيقة نجني على موقفنا في الشرعية أننا لا نريد الحل السياسي ولكن هنالك بعض الأطراف التي تسعى إلى تسويق ذلك وهذا غير صحيح بالمرة، فبالنسبة للحكومة ومجلس النواب هنالك توافق على ضرورة إيجاد مخرج سياسي للأزمة السياسية وانعاكساتها الأمنية الخطيرة على أمن واستقرار ليبيا. ٭ رشحت معلومات بالاتجاه نحو تشكيل لجنة من الدول العربية وذلك لدفع الحوار، هل ستكون جزءاً من الحوار أم أنها ضامن فقط؟ - وزير الخارجية علي كرتي قال بوضوح عقب اجتماع آلية دول الجوار إن الدول لن تحضر، بل ترسل رسالة من رئاسة الآلية التي ترأسها السودان لدعم مسار غدامس في التاسع من ديسمبر الجاري. ٭ هل توجد اتصالات بينكم والمجموعات المسلحة في ليبيا؟ - هذه الاتصالات في الحقيقة يقوم بها السيد «بيلمنادير» مع الأطراف السياسية والتشكيلات المسلحة الموجودة على الأرض، ونأمل أن يكون هناك إطارا زمني محدد لحل الأزمة السياسية وجمع السلاح وتفكيك التشكيلات المسلحة. ٭ وزير الخارجية تحدث عن ضرورة إيقاف تدفق السلاح على ليبيا؟ - هنالك دول عديدة تسعى للاتصال بكافة الأطراف التي تزود وترسل السلاح إلى ليبيا وتصب الزيت على النار، فلا بد تفعيل الحل السياسي وإيقاف العمليات العسكرية التي نأمل أن تتوقف في أقرب فرصة، لأن الحوار بين التشكيلات المسلحة سيسهم في وضع حد للحالة التي نعاني منها في ليبيا. ٭ كلمة أخيرة؟ - نشكر الصحافة السودانية ونأمل أن نلتقي في أقرب فرصة ممكنة في القاهرة أو الخرطوم أو الجزائر أو تشاد.