أولاً التهنئة لكل أبناء هذا الشعب العظيم، ولكل قيادته في الحكومة والمعارضة بمناسبة أعياد الاستقلال المجيدة في ذكرى «رفع العلم» التاسعة والخمسين. ثانياً نود استنئذان القاريء الكريم في أن نخرج به من قاعة السلام في مدينة بورتسودان، التي شهدت مؤخراً أحد أعظم وأخطر الاجتماعات المتصلة بحياة الناس في كل السودان، والمتمثلة في اجتماع مجلس تنمية المجتمع الذي ترأسه السيدة وزيرة الضمان والرعاية الاجتماعية ويضم كل وزراء الشؤون الاجتماعية بالولايات إلى جانب كل المسؤولين عن الخدمات الاجتماعية المختلفة بالسودان. نعم.. نخرج من قاعة السلام لندخل إلى قاعة الاستقلال الرحبة حيث ترتفع أعلام الحرية التي روتها الدماء الطاهرة منذ العام «1281م» مع دخول جيوش محمد علي باشا التي قضت على أول دولة سودانية إسلامية متحدة هي مملكة سنار.. ونحيي «سنار» الولاية عند ذكر السلطنة الزرقاء، وهي تشهد هذه الأيام وحدة من نوع جديد تتمثل في وحدة طلاب وطالبات السودان وهم يشاركون في فعاليات الدورة المدرسية في نسختها الرابعة والعشرين، ونحيي واليها المهندس أحمد عباس ومعاونيه، فقد نجحوا في الامتحان وأسسوا لبنيات تبقى بعد أن تنتهي هده الفعاليات التي ربطت بين أبنائنا وبناتنا في «سنار المدينة» و «سنار التقاطع»، داخل منازلها ومسارحها وملاعبها وساحاتها وبلادنا تحتفل بالذكرى التاسعة والخمسين للاستقلال المجيد. ثالثاً تحيتنا لآبائنا وأجدادنا الذين خاطبهم الشاعر قائلاً: أشهدوا شهداء كرري يا أساس الوطنية يا من كافحتم ناضلتم أحفادكم نالوا الحرية ثم التحية للآباء الذين أشعلوا جذوة الحركة الوطنية وشردوا من وظائفهم وسلب المستعمر حريتهم بإصدار الأحكام ضدهم بالسجن والاعتقال، بل إن بعضهم دفع حياته ثمناً لذلك. والتحية أيضاً لجيشنا العظيم البطل الذي لعب أعظم الأدوار من أجل الاستقلال.. منذ أن تحركت مجموعة من الضباط على رأسها البطل علي عبد اللطيف لتقود ثورة «4291م» بعد طرد الجيش المصري من السودان بقرارات المستعمر الإنجليزي، ثم تكوين قوة دفاع السودان بعد ذلك التي منحتنا الضباط العظماء الذين سعوا من أجل الاستقلال سعياً دفع بهم إلى المشاركة في حروب الحلفاء خارج حدود السودان بعد وعد بريطانيا العظمى العظمة لله وحده آنذاك بمنح كل الدول التي تشاركها في الحرب ضد دول المحور استقلالها التام. التحية لروح زعماء الطوائف الدينية ممثلين في السيدين علي الميرغني وعبد الرحمن المهدي، وفي السيد الشريف يوسف الهندي، وكل زعماء البلاد في كل مجال، فقد كانوا هم العقل الذي فكر ودبر ثم رعى الأجيال الجديدة ممثلة في أعضاء مؤتمر الخريجين الذي أطلق الراحل الأستاذ أحمد خير المحامي الدعوة لتأسيسه عام 8391م من مدينة ود مدني. التحية للشعراء والفنانين والمبدعين الذين عبّروا عن رغبات هذا الشعب، وعما يجيش في وجدانه الوطني، التحية للموسيقار الراحل إسماعيل عبد المعين صاحب أناشيد المؤتمر الثلاثة «صه يا كنار» للشاعر النسر الصاغ محمود أبوبكر و«صرخة روت دمي» للدكتور محيي الدين صابر، و«للعلا» للشاعر والصحفي والسياسي الكبير الأستاذ خضر حمد. التحية لأول من نادى وطالب بالاستقلال من البرلمان النائب دبكة وللذين ثنوا الاقتراح وللذين صاغوا الطلب وللذين رفعوا العلم. التحية لروح الزعيم الأزهري ولروح الأستاذ محمد أحمد المحجوب ولروح السيدة حواء الطقطاقة التي ارتدت العلم ثوباً في يوم الاستقلال، والتحية للسيدة الفضلى السريرة مكي الصوفي مصممة علم الاستقلال. .. والتحية لكل صحفيي ذلك العهد العظيم وهم يؤسسون لصحافة وطنية لعبت أعظم الأدوار التي يمكن أن تلعبها صحافة في بلد مستعمر.. والتحية لروح السيد الوالد الأستاذ محمود أبوالعزائم رحمه الله الذي اختار يوم الاستقلال يوماً لعقد قرانه، ليرتبط كل أهلنا ارتباطاً خاصاً باليوم الأول من يناير عام 6591م.. وكل عام وبلادنا بخير وفي خير وفي أمن وسلام وتقدم.