كبرى المسلميه الذى كان يعد معلماً بارزا من معالم الخرطوم القديمة لا أذكر تاريخ تشيده بالتحديد ولكنه كان معلوما لدى الجميع بأنه احد بوابات قلب الخرطوم ومداخلها الرئيس الى الاستبالية التي كان يستشفى بها كل أنماط الشعب السوداني من وزير الى خفير ويبدو ان هذه الكبرى اشرف عليه كبار المهندسين السودانيين في ذلك العهد الوضي من عمر السودان واظن إن لم تخونني الذاكرة ان احد هؤلاء المهندسين من أهل القطينة ومن عائلة شيخ محمد (بابكر شيخ محمد) والله أعلم رحمة الله الا ان الغريب في الامر ان هذا الكبرى الذى صدر قرارا تخطيطياًَ بإزالته لفكر هندسي جديد يواكب تطور وتوسع المدينة مازالت البلدوزرات تضرب بيد من حديد في إزالة هذا الكبرى الشامخ الذى عاسي سنوات طوال تمر عليه كل أنواع الحمولات الثقيلة ان المواد الخرصانية التي شيد بها هذا الكبرى يمكن ان تصمد لمائة سنه جديده فهل اختلف الاسمنت عن اسمنت اليوم أم اختلف المهندس عن مهندسي اليوم لا والف لا اختلف الضمير واختلفت المحاسبة والرقابة ولكن رقابة الله باقية فهل سأل أحدكم واستفسر كم عمر هذا الكبرى ولماذا لم تهاجمه (جقور وفئران كبرى المنشية)الذى لا يتجاوز عمره 6 اعوام او ازيد هذا سؤال يجب البحث عن إجابته سؤال أخر لماذا سمي الكبرى بقبيلة المسلمية دون غيرها من قبائل السودان الاخرى ، اعتقد ان قبيلة المسلمية هي أحد قبائل المشايخة البكرية التي وفدت الى السودان في مطلع الهجرات العربية السابقة بقيادة جدهم السيخ مجلي الذى قدم من ناحية الصعيد المصري والارجح انهم حسب شجرة أنسابهم المحفوظة ينتمون الى سيدى محمد بن عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق الصحابي الجليل وصاحب افضل خلق الله أجمعين محمد الصادق الامين عليه الصلاة والسلام.فقد كان في موقع هذا الكبرى هي طابية المسلمية الشهيرة ابان حصار الخرطوم في 25 يناير 1885م بقيادة المجاهد عبدالله ود النور احد قادة الوية الامام المهدى المحاصرة الجنرال غردون حيث حلت قوات الامام الظافرة واحكمت قبضتها في هذا الموقع برجال كالأسود الضارية من قبائل المسلمية ومن قبائل اخرى من السودان وكانت بالمقابل قوات مجاورة في الطرف الغربي مثلها هي قوات الشيخ عبدالقادر ود امريوم ومعه جنوده من قبائل عرب الكلاكلات من عبدالله اب ودباسين وجعلين وكواهله وجموعية وعقلين وعوامره تعدادهم اكثر من 4500 مقاتل وهي تحديداً المنطقة التي تسمي الان بكبرى الحرية كانت تسمي بوابة ود امريوم وفي الاتجاه الشرقي للنيل من ناحية بحرى كانت قوات الشيخ العبيد ود بدر واولاده فهل مصادفة من القائد الملهم الامام المهدي ان يحاصر الهالك غردون باتجاهات شتي غالبيتها من قواد قبيلة المسلمية ام ان في الامر كشف وصلاح لهذا القائد الوطني الذى اربك حسابات الامبراطورية البريطانية العظمى في وقت تسيدت فيه بريطانيا على كل العالم. لقد اراد الامام المهدى تجديد الدين ورفع راياته واعلان كلمة الحق في كل ارجاء الوطن فهل هي ضربة حظ ان يكون ثلاثة من هؤلاء القواد من قبيلة المسلمية والذين تربط بينهم اواصر صلة مرتبطة حتي اليوم في الانساب والالقاب والارحام ، فقد اصدر الجنرال غردون فورماناً بجائزه مالية كبرى لمن يأيتها براس الشيخ عبدالقادر حفيد الشيخ حمد في بحرى ولكن محاولات باءت بالفشل لان الرجال في ذلك الزمان كانوا لا يعرفون الخيانة والوطن في حدقات عيونهم وقد تم تكريم المجاهد عبدالله ود النور بأحد الشوارع الفرعية وكرم الشيخ العبيد بأخر بينما لم يكرم الشيخ ود امريوم بأطلاق اسمه على أي شارع حتي ولو في منطقته الكلاكلات مدافن ابائه وقد كان الناس زمان يقولون الخرتوم كان وصلت ود امريوم القيامه بتقوم وعلمها عند الحي القيوم ولكن ارهاصات قيامها اقتربت كثيراً بشواهد كونيه عديده نتمنى من المسئولين في وزارة الشؤون الهندسية والطرق والجسور ان يحرصوا على حفظ الحقوق التاريخية لهؤلاء الرجال الذين صنعوا كبرياء الوطن خيراً من ان تسارع الوزارة في زيادة الرسوم على املاك المواطنين لتزيد من معاناتهم المتراكمة في جبايات الأراضي وتحيه لهؤلاء الرجال الخالدين في مراقدهم الى يوم الدين .