لا ينكر أحد النجاح الكبير الذي حققته الإذاعة الرياضية، ولا ينكر أحد الأدوار الوطنية التي ظلت تقدمها كل ما دعا الداعي، والإذاعة الرياضية هي أول من يسجل اسمه في دفتر حضور المناسبات الكبيرة، أياً كان شكلها رياضياً أو اجتماعياً أو غير ذلك، وجدت كل هذا الذيوع والانتشار والمتابعة داخل وخارج السودان، وقطعاً هذا النجاح لم يتحقق بالصدفة أو ضربة الحظ، وإنما وراؤه إدارة خبرت دهاليز العمل الإعلامي بعد أن تسلحت بالمعرفة والعلم، وقدمت الكثير من التضحيات وصرفت الكثير من الأموال ورددت مع الكابلي (نوم عيني البقى لي سهر)، فأبهرت وأسعدت قطاعاً كبيراً من المستمعين أولهم الرياضيين.. ولأنها كذلك ولأننا نعي دورها الكبير وتأثيرها القوي لابد أن نقول لصاحبها ورئيس مجلس إدارتها الأخ الدكتور يوسف السماني، الرجل الذي نحت على الصخر وكتب اسمه في قائمة أبرز الإعلاميين السودانيين والذي نكن له كل المودة والتقدير والاحترام وندعو له بالمزيد من النجاح. نقول له إن ما تقوم به من جهود جبارة ودعوات عبر نداءاتك الإذاعية المتكررة وعبر زاويتك المقروءة لنبذ العصبية البغيضة في الوسط الرياضي، تهزمه قوة أقوال الصحف التي تذاع صباح كل يوم عبر الرياضية، ففي هذه الفقرة يتم استعراض معظم العناوين الرئيسية للصحف والعناوين الأخرى والأعمدة، ولا يخفى على أحد أن الكثير من هذه العناوين وحتى الأعمدة تؤجج نيران العصبية في الوسط الرياضي، وبالطبع أن استعراضها في الإذاعة يكون له من الأثر السالب ما له، حيث يصل بها ملايين المستمعين، والمؤسف أن مقدم الفقرة يذيعها بطريقة يحسد عليها، وهي طريقة تسعد فريقاً من الجمهور وتزيد حنق فريق آخر، والمؤسف أكثر أن الأعمدة يتم انتقاؤها بصورة تدعو للدهشة دون النظر إلى ما تتناوله من مواضيع، والمعروف أن استعراض أقوال الصحف في الإذاعات والفضائيات له أهدافه وأسسه وضوابطه. عفواً أخي الدكتور السماني والإخوة في إذاعة الرياضية، لا أخاطبكم لأني أزرق الهوى أو لأني أحمر المزاج، فلله الحمد لست من عرف التعصب طريقاً إلى نفسه، ولا يهمني الهلال أو المريخ ما يهمني النجاح الرياضي باسم السودان، ويهمني كما يهم الكثيرين وسط رياضي معافى من أمراض التعصب الأعمى أو الذي يرتدي نظارة، ثم ألا تتفق معي أن التعصب الذي تزكى نيرانه بعض الأقلام هو سبب ما وصلت إليه كرة القدم عندنا، بعد أن أصاب بعض القيادات الإدارية في أنديتنا أظنك تتفق معي.