اعتاد الناس على أن تكون السمسرة عملاً ذكورياً خالصاً.. ودرج كل المتعاملين في مجال البيع والشراء على التعامل مع سماسرة رجال ولكن في الآونة الأخيرة ولجت هذا العمل أعداد من الجنس اللطيف وكان ذلك مثار نقاشات وسط شرائح المجتمع ما بين مؤيد ومعارض. نورا حسين أحمد موسى صاحبة عقارت (أم كمال) بالخرطوم خريجة محاسبة تقول: ولجت لهذا المجال منذ حوالي (51) عاماً قبل وبعد الزواج، بعد أن سدت كل طرق الوظيفة في وجهي، حيث كانت بداياتي بسمسرة العربات.. من أجل توفير لقمة العيش الشريفة والكريمة، وفي أي مجال عمل يوجد الطالح والصالح، ومن يحترم نفسه يجد الاحترام والتقدير، ولم تواجهني اي مشاكل تعترض رحلة عملي في هذا المجال. تقول نورا .. المرأة في السودان اكتسحت كل المجالات وأثبتت تفوقها وجدارتها ( لماذا لا تكتسح مجال العقارات .. أين هي الإشكالية) نورا أبدت حزنها العميق من تصريحات النائب البرلماني ادريس علي الذي حد من خطورة عمل المرأة في (سمسرة) العقارات وحسب قوله فأن حديثه ليس في مكانه وفيه الكثير من الظلم الشديد والإجحاف في حق المرأة، ما يقال حرام .. من هو حتي يحدد للمرآة عملها .. قالت غاضبة أنه عمل يتطلب الشجاعة وقوة الشخصية ..لا توجد امرأة تطلع للشارع ساي وإنما لديها هدف وغاية وتربية أجيال، فليس بسبب واحد أواثنين نتعرض لهذه الإساءة نحن نعمل تحت هجير الشمس لتوفير لقمة العيش الحلال والمساعدة في منصرفات البيت.. واردفت «مايقال فينا حرام» في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، وأشارت لوجود بعض الرجال النصابين والمحتالين، وأن البعض عامل في مجال العقارت، فلماذا الهجوم والتحذيرات للمرأة أم الرجل والأخت والزوجة والبنت، ولها المقدرة لتحقيق ذاتها ونجاحه. تتقدم نورا مناشدة كل صاحبات العقارت بالإسراع لتصليح أوضاعهن بالتسجيل بصورة رسمية في آصحاب العمل، والغرفة الفرعية لأصحاب المكاتب العقارية والشقق المفروشة، لنكتفي شر التعرض لأي حديث مسيئ، وأرسلت نورة صوت شكر وتقدير (لآخرلحظة) كجريدة معطاءة ومساندة لقضايا المرأة و(السمسارة) على وجه التحديد، وكانت التصريحات والهجمة الشرسة للنائب بمجلس تشريعي ولاية الخرطوم ادريس علي أثارت جدلا وسط الرآي العام .. عندما قال هناك بنات يمارسن السمسرة ويحملن ملفات حايمات يقمن ببيع وشراء الأراضي(دي ما شغلتن الجابن ليها شنو) . حديث مجحف.. (مسرح الأحداث) رصد هذه الردود وسط عدد من العاملات والناشطات الحقوقيات في مجال المرأة، وقد وصفن حديثه بالمجحف والظالم، بحق النساء العاملات في مجال العقارات والمرأة السودانية بصورة عامة، مؤكدات أن تحذيراته ليست في مكانها وتغريدة خارج السرب في الوقت الذي يصادف الثامن من مارس(اليوم العالمي للمرأة) تمارس فيه المرأة التمكين السياسي والاقتصادي، وكان قد أشاد رئيس الجمهورية بنضال وكفاح المرأة السودانية، وما حققته من مكاسب ونجاحات أينما كانت. فيما قالت هدى أحمد السيد ابوبكر صاحبة مكتب عقارات ببحري: في البدء نتساءل عن الهجوم اللاذع من النائب ادريس علي وهجومه غير المبرر على المرأة وأنها السبب الأساسي والمعوق للاستثمار، ونقول لهذا العضو لا تجمع فالمرأة هي ركن أصيل في مسيرة الاستثمار والجهة الأكثر أماناً بالنسبة للعميل أو المستثمر، وأن خروجها للعمل في مجال الوساطة العقارية هو عمل شريف لكسب لقمة عيشها بشرف، وزادت لو كانت هناك حادثة فردية فيجب عدم التعميم ونوضح عبر(آخر لحظة) أن هناك جسماً تنظيمياً ينظم مجال التسويق العقاري، والمرأة ممثلة فيه بشكل فاعل، ونلفت نظر سيادة النائب البرلماني أن المرأة اقتحمت كل المجالات بدءاً بالمناصب الوزارية والعدلية وشتى المجالات، وأننا في اللجنة التنفيذية لأصحاب المكاتب العقارية نهيب بكل العملاء بعدم التعامل مع الجهات غير المصدقة من قبلنا، كما شرعنا في اللجنة التنفيذية في تنظيم السوق العقاري، وفق أسس ونظم ونشكر(آخر لحظة) لتناولها لهذا الملف لخدمة المواطن وتوضيح الحقيقة.. غضب لا يوصف .. من داخل عقارات البركة شنت السيدة ماريا محمد صاحبة الوكالة هجوماً لاذاعاً على هذا النائب، ووصفت حديثه بالمجحف والظالم، موضحة بأنها تعمل في هذا المجال منذ خمس سنوات، ولم تواجه أية مشاكل أوخطورة وتجد الدعم والسند من زوجها، إضافة للتوفيق ما بين البيت والعمل، وزادت أن الخطورة تكمن فقط في عدم الخبرة والدراية في هذا المجال.. موضحة أن البيع أوالشراء لا يتم إلا بعد التأكد من كافة الأوراق الرسمية من شهادات بحث وغيرها، وفيما يتعلق بموضوع الايجارات قالت إنها تجلس كمنسق بين الطرفين المالك والمستأجر لتفادي الدخول في اي اشكاليات... وتغريد خارج السرب .. .. فيما قالت الناشطة الحقوقية في مجال المرأة وكاتبة عمود نمريات الأستاذة إخلاص نمر: أعتقد أن هذا الرجل يغرد خارج السرب، ونجد في الدول المتقدمة مؤسسات كبيرة يعمل فيها الرجال والنساء، طالما أنه عمل شريف يمارس في كل الأوقات، ويكفي أن المرأة السودانية وصلت مراحل متقدمة واكتسبت مكانة كبيرة بسلوكها القويم وبأخلاقها، والتسلح بتعاليم ديننا الحنيف، فليس هناك تحديد لمجال عمل الرجل أوالمرأة، وهو نوع من الاستعلاء الذكوري، وهذا يريد أن يحجر على المرأة مالم يكن هو سمسار، وخائف أن تضايقه وتتفوق عليه.. ونتحدث اليوم عن اليوم العالمي للمرأة تمارس فيه التمكين السياسي والاقتصادي، وكل حقها الدستوري في العمل. شاركها ذات الرأي عدد من الناشطات في مجال المرأة.