حبيبنا الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل.. مرة أخرى لك التحايا والود والاحترام.. والسلام.. ويقرع صول المدرسة الجرس وتبدأ حصة الحساب.. ولأننا نكتب لأحبابنا القراء دعنا نشرح لهم لماذا حصة الحساب؟.. ولماذا نخاطبك شخصياً ولهم نقول.. إن الدكتور مصطفى عثمان قد قال- وأظن ذلك في مهرجان خطابي في معركة الانتخابات- قال.. إن انجازات الإنقاذ لمدى ربع قرن من الزمان- وهو عمرها حتى الآن- إن انجازاتها تبدو معها كل انجازات الحكومات المتعاقبة صفراً كبيراً على الشمال.. الآن يا أحبة تبدأ حصة الحساب. سأكون معك عادلاً ومنصفاً.. لا.. ليس معك وحدك.. سأكون حتى مع الأحبة في الإنقاذ عادلاً ومنصفاً.. فأنا سيدي يطربني جداً حديث السيد المسيح الذي قال.. ماذا يفيد المرء لو ربح العالم كله وخسر نفسه.. أنا لن أخسر نفسي أبداً. أبداً.. سأقول الحق والحقيقة حتى وإن تأذت منها نفسي.. أقر وأعترف بأن لكم انجازات هائلة.. لا تخطئها عين حتى وإن كانت موبوءة بالرمد.. الآن أجمع يادكتور.. لا ينكر أحد سد مروي والذي يفوق سد أسوان العالي مكانة ومهابة.. لا ينكر أحد تعلية خزان الرصيرص.. لا ينكر أحد اكتشاف واستخراج النفط.. لا ينكر أحد المراحل المتقدمة بل قرب الانتهاء من سد ستيت،.. لا ينكر أحد.. عشرات بل المئات من الطرق المسفلتة.. لا ينكر أحد تلك الجامعات التي نهضت في حاضرة الوطن وفي ولاياته القريبة والبعيدة.. لا ينكر أحد استقرار التيار الكهربائي في عاصمة الوطن.. وكهربة مدن وقرى بعيدة عن عاصمة الوطن.. لاحظ يا دكتور أني ظللت أعدد الانجازات الكبيرة.. كبيرة.. متجاهلاً تلك الصغيرة وأقر وأعترف بأنها كثيرة كثيرة. الآن يا دكتور (شغِّل) الآلة الحاسبة وأجمع.. نعم ستجد حصاداً وفيراً وانجازات (بالكوم) للإنقاذ.. ولكن فلنذهب سوياً إلى الرحلة العكسية.. الآن يا دكتور وبنفس الحافلة (أطرح).. أولاً.. لقد وجدتم أعظم انجازات الأبالسة الأنجليز.. النقل الميكانيكي قلعة شاهقة وحصناً أميناً لكل سيارات ولواري الحكومة.. فاعملتم فيه المعاول حتى تهَّدم طوبة.. طوبة.. وحلحلتم صواميله.. صامولة.. صامولة.. الآن أطرح. ثانياً وجدتم قلعة كانت تسمى المخازن والمهمات.. فنقضتم غزلها خيطاً .. خيطاً.. فتلة.. فتلة.. الآن أطرح. ثالثاً.. أقام أبناء السردار أعظم شبكة مواصلات عرفها الوطن قاطرات تنسج شبكة هائلة من خطوط الحديد شمالاً وجنوباً.. شرقاً وغرباً وعربات مكتوب على كل عربة تاريخ عودتها إلى الورشة في عطبرة، ليتها عادت حتى للتخزين.. فقد (راحت في حق الله).. الآن أطرح رابعاً.. وجدتم سودانير.. تشق فضاء الدنيا.. وتهبط في عواصم شوارعها مغسولة بالجليد.. حتى سلطتم عليها دابة اسمها عارف.. وحتى اليوم لا أحد (يعرف) عندها (كم طيارة).. الآن أطرح.. خامساً.. كان الانجليز الكفار الأبالسة.. لا يباهون ويفخرون بقلعة الفورد ولا (الاوستن)، بل كانوا يباهون ويفخرون بأعظم وأكبر مشروع يروى بالري الإنسيابي في كل أفريقيا وكل الشرق الأوسط.. وها هو الآن يعاني سكرات الموت.. رغم حديثكم الدائم عن إنقاذه وإعادته للحياة.. الآن أطرح. سادساً.. يادكتور بعد أن تطرح.. ستجد نفسك ليس بدون رصيد فحسب بل تكون مطلوباً.. فقد وجدتم وطناً كنا نغني له من نخلاتك يا حلفا وللغابات ورا تركاكا.. والآن صرنا نغني من نخلاتك ياحلفا وللغابات وراء جودة.. الآن أطرح.. أرجو مخلصاً أن تطلعنا على حاصل الجمع والطرح شكراً مع السلامة ولك التحايا.