هاجم طه سليمان في حواره مع الزميلة التغيير الصحافة ووصف الصحافيين بالمرتشين وبأبخس الأثمان (كمان)، وتحدث طه عن رؤيته الذكية لمسيرته الفنية، و(دخل بحمد ومرق بخوجلي)، كما نقول في أمثالنا العامية دون أن يحدد لنا من هم هؤلاء المرتشون ومن الذي قدم لهم الرشوة، هو أم غيره؟ لا ننكر أن طه مغنٍ جيد وله جمهور، ولكنه للأسف الشديد ما زال يحتاج للكثير حتى يكتسب الوعي الفني المطلوب، وإلا ما كان تعامل بهذا الجهل وهو يصفنا بالمرتشين، دامغاً نفسه قبل أن يدمغ غيره بتهمة لا يستطيع إثباتها، فهو إما تعامل بالرشوة وقدمها لبعض الصحافيين، وإما سمع من البعض مما يعني أنه (زول قوالات وقلنا وقالوا)، وما قيل هو مجرد حديث (مشاطات) وهذه تؤكد أن الذكاء الذي تحدث عنه في وادٍ وهو في وادٍ ، وإلا لما تفوه بما تفوه به، بل ما قاله يؤكد أنه يتمتع بغباء فني يحسد عليه، وإذا أراد أن يثبت عكس ذلك، فعليه أن يكشف لنا هؤلاء المرتشين ومن الذي قدم لهم الرشوة، ونتحداه إن فعل ذلك- ولن يفعل- لأن فاقد الشيء لا يعطيه. أما عن حديثه حول رؤيته الذكية لمسيرته الفنية، فهي مسيرة متخبطة ولا نرى فيها ذرة ذكاء، وهي من وجهة نظرنا مسيرة عشوائية تمشي بالبركة، وساعدتها ظروف خلو الساحة من أهل المغني الذين كانوا يملأون المسارح طرباً، فأصبحت الساحة من بعدهم خلاء فكان ملاذ بعض الشباب في أغنيات طه وغيره، وليس أدل على أنها مسيرة عشوائية من تقديمها لأغنيات فطيرة وخطيرة على شاكلة (كاتبني عند ياتو شيخ)، التي ترسخ لثقافة الدجل والشعوذة والسحر، وتصور السحرة وكأنهم بيدهم قلوب العباد يصرِّفونها كيفما شاءوا، وبالتأكيد هذا جهل فاضح ولو كان هناك مسؤول حقيقي عن الغناء لما ترك الأمر يمر مرور الكرام. طه سليمان خذلنا خذلاناً مبيناً، ونحن الذين كنا نظن في الوعي الفني وأنه من الفنانين الذين سيقودون الشباب إلى حدائق غناء ملأى بالحب والخير والجمال، ولكنه للأسف بما نراه عليه من فكر وجهل فني سيقودهم لعالم الخرافات والدجل بمثل ما غنى، فالغناء ليس كلاماً وموسيقي ولحظات تمضي، ولكنه سلاح نفاذ وبأسرع مما نتوقع ومؤثر بصورة لا تخطر على بال، هكذا يجب أن يفهم طه وغيره، وعليه بدلاً من أن يرمي الناس بالباطل أن (يقعد في الواطة) ويقارن نفسه كفنان مع الشاب المبدع حسين الصادق الذي جاء بعده بسنوات، فسحب منه البساط ومن غيره حتى أصبح فنان الشباب الأول، ونصيحتي لطه أن يتعلم من تجربة حسين الذي يحترم الجميع بما فيهم الصحافة والصحافيين، عليه أن يتعلم منه كيف يتحدث الفنان وكيف يكون مظهره، وكيف يتعامل مع الإعلام، وقبل أن يتعلم طه كل ذلك، عليه أن يثبت تهمة الرشوة وإن لم يفعل لن ندع إتهامه الخطير يمر مرور الكرام، وإلى أن يتم ذلك نطالب إتحاد الفنانين الذي أقام الدنيا ولم يقعدها في مزحة قالها أحد المشايخ على سبيل المزاح، أن يستوضح طه في ما أطلقه من إتهامات خطيرة، ونرجو ألا يكون ردهم أنه ليس بعضو في الإتحاد. حاجة أخيرة: (البعيش الدنيا ياما تشوفو).