بالإضافة إلى العمل العسكري الكبير الذي قامت به و ما تزال تقوم به القوات المسلحة و القوات المساندة لها و الذي كان ضرورياً للتصدي للتمرد و كسر شوكته و هزيمة مشروعه ، فإن عملية التفكيك و القضاء الكامل على المليشيا يتطلب العمل في مسارات عديدة بالتوازي مع الجهود المستمرة في الجانب العسكري . أولاً : التفكيك الإقتصادي : المليشيا على مدى سنوات و منذ تأسيسها بنت شبكة إقتصادية كبيرة بإمتدادات داخلية و خارجية و ذلك عبر تخطيط دقيق و محكم قام به خبراء من السودانيين و الأجانب و شارك فيه خبراء روس . في الجانب الإقتصادي ركزت المليشيا على : 1/ تعدين الذهب و الذي بدأته بالسيطرة الكاملة على جبل عامر بولاية شمال دارفور في العام 2017 ثم تمددت في ولايات جنوب دارفور ، جنوب كردفان ، الشمالية ، نهر النيل ، النيل الازرق ، البحر الأحمر ، و امتلكت عدداً كبيراً من المناجم و مصانع إستخلاص الذهب حيث أصبحت شركاتها و في مقدمتها (شركة الجنيد) من أكبر الشركات المنتجة حيث أشارت بعض التقارير إلى أن إنتاجها في الفترة من (2015 إلى 2022) بلغ حوالي (240) طن !! بالإضافة إلى ذلك فقد أشارت بعض التقارير إلى أن المليشيا و عن طريق شركاتها و وكلائها كانت تشتري 90% من الذهب الذي ينتجه قطاع التعدين الأهلي !! معظم كميات الذهب الذي كانت تنتجه و تشتريه شركات المليشيا يتم تهريبه إلى الإمارات و أحياناً عبر مطار الخرطوم و بعضه يتم تهريبه عبر بعض دول الجوار و منها إلى الإمارات !! حديثاً تحصلت على معلومات بأن المليشيا إلى جانب الذهب كانت تستخرج (الماس) و معادن أخرى نفيسة من بعض المناجم في جنوب دارفور (مناجم سونقو) !! للأسف فإن كثير من المعلومات تفيد بأن المليشيا ما تزال تقوم بالتعدين في مناطق سيطرتها و عن طريق بعض الوكلاء في عدد من المناجم المنتشرة بطول البلاد و عرضها !! أيضاً فإن نشاط المليشيا التعديني يمتد إلى خارج الحدود حيث تمتلك مناجم في أفريقيا الوسطى ، تشاد و النيجر !! 2/ النشاط في قطاع المصارف و البنوك : فقد أفادت التقارير و المعلومات بأن المليشيا حازت على غالبية أسهم بنك الثروة الحيوانية الذي يمتلك أصولاً حكومية ضخمة ورثها عن شركة طرق الماشية و شركات أخرى ، كما أنها تمتلك أسهم مقدرة في مصرف الخليج و مصارف و بنوك أخرى !! 3/ الإستثمار في مجال الثروة الحيوانية : فإن المعلومات و التقارير نفيد بأن المليشيا تمتلك مزارع كثيرة في العاصمة و الولايات لتربية و تسمين الماشية و الأغنام ، كما أنها إشترت (شركة حملان) بكامل أصولها ، و التي تقع في ولاية شمال كردفان و كانت شراكة بين الولاية و بعض المستثمرين الوطنيين و الأجانب ، كما أن المليشيا قامت بإنشاء أحدث و أكبر مسلخ في البلاد غرب أمدرمان ، و عندما قامت الحرب كان كان في مراحله الإنشائية الأخيرة !! و كانت المليشيا تسعى لإمتلاك مشاريع زراعية في منطقة الفشقة في ولاية القضارف (لا أدري هل إمتلكتها بالفعل أم لا) !! 4/ الشراكات التجارية : المعلومات المتوفرة تفيد بأن المليشيا دخلت في شراكات تجارية مع عدد كبير من رجال العاملين في مختلف المجالات و قد كان بعضها بالقوة القهرية ، و ما تزال بعض هذه الشراكات مستمرة حتى الآن !! 5/الإستثمارات الخارجية : المعلومات المتوفرة تفيد بأن المليشيا لديها إستثمارات خارجية في عدة دول أبرزها : الإمارات ، كينيا ، يوغندا ، جنوب أفريقيا و جزء من هذه الإستثمارات شراكة بين زعيم المليشيا و رؤساء بعض تلك الدول !! إن تفكيك إقتصاد المليشيا هو أمر بالغ الأهمية لأنه سيجعل بالقضاء على مصادر قوتها ، و بالتأكيد فإن المهمة ليست سهلة و لكنها غير مستحيلة !!