يقول الله في كتابه العزيز بسورة البلد آية رقم 8 « ألم نجعل له عينين». صدق الله العظيم- ثم بعدها تأتي الآيات التي تتحدث عن اللسان والشفتين والنجدين.. وهذا يعني أن الخالق سبحانه وتعالى قد قدم (العيون) على ما ذكر من بقية الحواس (لأهميتها) لأنه لولاها لم يتم التعليم أو أداء الأفعال كلها، والتي من بينها (علم الطب لعلاج الأمراض)، وبذلك أنشئت المستشفيات العلاجية في كل بقاع المعمورة، وكتطور مفروض قسمت لدور شفاء وتخصصات لقائمة قد تطول، فكان للعيون منها نصيب كبير، كما برزت للوجود مشاريع التأمين الصحي كمساهمة من الدولة لتسهيل التكلفة العلاجية، وقد عمم المشروع حتى عم القرى والحضر بعلاج إقتصادي (بربع القيمة) تشمل الدواء والعلاج، وطبعاً وقع ذلك برداً وسلاماً على المواطنين، لكن مع الأسف الشديد فقد ظهرت هناك هنات محبطة لأنه على ما يبدو لنا إن تلك الرفاهية العلاجية، لم تعجب كثيراً السادة المسؤولين عن صحتنا، فأخرج علاج العيون من البطاقة العلاجية، وتحديداً لذلك ونموذج فهذا ما يتم حالياً بمستشفى السودان للعيون بالخرطوم. إذ أصبح كل من يريد أن تقدم له أي خدمة علاجية هناك، عليه أن يدفع مقدماً مبلغ (مائة جنيه في كل حضور دوري للعيادة) مع إعطاء المريض (إيصال مالي) بذلك للتأكد.. وعند سؤالنا عن السبب، علمنا أن إدارة التأمين لم تفِ بسداد القيمة للمستشفى، مما أضطرهم لرفض التعامل بالبطاقة مع المرض، وبذلك أصبح العلاج (تجارياً) دون مراعاة لأي ظروف أخرى، عليه ومن هنا نرفع مظلمتنا ومعاناتنا هذه للسادة/ والي الخرطوم والسيد وزير الصحة ( سوياً) آملين في شخصياتهم الفذة محبة الخير للجميع كما عهدناهم دوماً، أن يقوموا بوضع حل ناجز لمعاناتنا هذه. علماً بأن أغلبنا (معاشيين)، وقد قدمنا لهذه البلاد خدمة كلفتنا عصارة شبابنا وأهمها (تلف نعمة البصر). نكتب هذا وكلنا ثقة بإجابة مطلبنا الذي نعتبره يقع على الدولة كواجب وليس منحة، مذكرين لهم أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً. وسلام بالبداية والختام.