* فاز البشير وحق له ان يفوز ... * واكتسح المؤتمر الوطني الاحزاب وحق له ذلك ... * وركزت الاحزاب وحق لها ان تركز ... * لمبررات كثيرة حدث هذا كله ... فالبشير مثالً للرجل السوداني ( ود البلد ) والعسكري (المنضبط ) والقائد المخلص .. والشجاع الذي لايتوارى عند المصادمة... قاد البلاد في اصعب الاوقات ... وصبر لأتعس الازمات ... وثبت عند «الحارة « ولم يجد الخور إليه سبيلاً.. سامح السفيه والمغالي والمرجف وإقتحم حين اشفق عليه الأوفياء .. لم يمنعه تهديد أو وعيد او مخاطر .. وقف صامداً مقبلاً غير مدبر .. * قال عنه من عرفوه في بادئ امره انه « هبة السماء « وإستبشر به اهل السودان . انشدوا معه وكبروا معه وهللوا معه ( وعرضوا معه ) . وقالوا له (سير يابشير نحن جنودك للتعمير ) ولم يحظ بذلك زعيم عالمي او إقليمي او محلي في وقتنا الحالي . * وقال عنه اعداؤه في الغرب انه (شجاع) .. وقال عنه العرب انه (اسد العرب).. وصفق له الاعلاميون من مختلف المشارب في موقف الرجولة . * وقال عنه اهل السودان ما افصحت عنه صناديق الاقتراع في الانتخابات التي جاءت به . * وإكتسح المؤتمر الوطني الاحزاب لعدد من الاسباب : 1- انه الحزب الذي ولد عن قناعة وهياكل ونظم ولوائح وموجهات وسياسات وإستراتيجيات وخطط ومشروعات وبرامج وكوادر ومؤسسات .. هرم برأس واحد وقاعدة عريضة .. ويتنزل ذلك كله على مستويات الحكم في نظام غير مختل ولا متناقض وتصعد فيه القيادات من القواعد الى القمة حسب القدرات والمؤهلات والمواهب . نظام محكم فريد لا يتمتع به إلا المؤتمر الموطني دون سائر الاحزاب . 2- وذلك كله سليل شجرة كبرى إسمها « الانقاذ « اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين بإذن ربها .. نبتت على ضفاف نهر (لا إله إلا الله) فاسبطرت وطالت وتفرعت واورقت وتشابكت واثمرت . 3- من ثمار هذه الشجرة .. التحرر من عبودية الافراد وربقة التبعية المحلية والخارجية الدولية منها والاقليمية .. والتوكل على الله والاعتماد على الذات والسعي لتحقيق مفهوم خلافة الانسان في الارض ... عبادة لله بأوسع معانيها .. إخلاصاً وثباتاً وجهاداً وإعماراً وتحقيق مرامي الامانة والتكليف . 4- ومن ثمارها ثورة التعليم والتعمير في الطرق والكباري والجسور والسدود وحصاد المياه والكهرباء والبترول ومؤسسات الدفاع والامن ووسائلها وعدتها وعتادها والمصانع والنهضه الزراعية والمشروعات والذهب إلى غير ذلك من الانجازات مما حقق الوفرة وأيقظ المواطن من سبات عميق .. إنجازات غير مسبوقة . 5- الصعود بالسودان من « رجل افريقيا المريض « إلى مصاف الدول التي يحسب لها حساب ولها شأن وتأثير يحتدم حولها العداء والتناصر في المحافل الدولية. هذا هو الوجه الجميل الذي عجزت عنه حكومات الاحزاب السابقة ... ولكن ..... نقول للأخ الرئيس المشير البشير الذي إرتضيناه ان يقودنا لسنوات عديدة .. ذلك الوجه الجميل من الانقاذ وحكم الانقاذ قد شابته عوالق «مرضيه» قاتلة ومميتة .. وحارقة ومؤلمة لمن نجا من الموت .. الموت الاقتصادي والاجتماعي والاخلاقي والتربوي والسياسي بل العقدي . ويصبح علاجها ليس معنياً به احدً غيرك . فأنت المسؤول امام الله وامام شعبك وامام التاريخ . نجمل هذه العوالق إجمالاً فيما يلي : 1- الموازنات القبلية في الحكم والتي افسدته وولدت المحسوبية والجهوية والظلم والغبن والفساد وجاءت بالضعيف واهملت القوي الامين وابعدت الخبير وكلفت الغرير . 2- غياب المراقبة والمحاسبة والمتابعة .. فقد اصبح الحديث عن الفساد المالي والاختلاسات وتهريب الاموال وغسيلها وإتهام كثير من المسؤولين بذلك .. حكايات وشكاوى في وسائل الاعلام .. وحديث المجالس .. ووسائل التواصل .. ولا نسمع للحكومة صوتاً ولا تعقيباً ولا مساءلة في احيان كثيرة حتى تحس بها الجماهير .. 3- فوضى الاسواق التي تستبطن الاحتكار والغش والكذب وكل شيء .. الخبز والخضر واللحوم والالبان والفواكه والمشروبات والزيوت والمعلبات يتحدث عنها الناس بأنها تحوي مستنبتات سرطانية جراء المواد الكيميائية التي تحتويها. وظاهرة السرطان اصبحت متفشية في بلادنا لم تكن معهودة بالاضافة إلى غلاء الاسعار الذي حول حياة الناس إلى جحيم . 4- الفساد الذي ضرب المجتمع في سلوكه واخلاقه ومعاملاته .. واصبح الكسب بكل وسيلة هو المقصد حلالاُ او حراماً وتدفقت تجارة المخدرات الى بلادنا بصورة مخيفة .. غزت الشباب في المدارس والجامعات والحدائق والمنتزهات والاماكن المغلقة . كل ذلك يوحي بأن مخططاً منظماً يتم تدبيره لتدمير الشعب السوداني المسلم وتحويله الي شعب خامل»مسطول « في عقله وجسمه وطاقته .. حتى تموت كل القيم التي عرف بها وتضيع من بين يديه ثروة بلاده.. وتلك حرابة وفساد في الأرض يبتغي حجاجاً لا يخلف وعده. 5- حرب الاشاعات والاكاذيب وضرب الرموز الوطنيه وتساهل الدوله تجاهها . 6- تدفق الاجانب الى السودان من كل حدبٍ وصوب بلا موانع .. فيهم المتسول والمجرم والمريض . 7- الرشوة التي اصبحت مهراً لكل شيء .. في مؤسسات الدولة ومرافقها ودواوينها. 8- شغل عدد من الوظائف بشخصً واحد وإهمال الخبرات والنأي عن الاستفادة منها .. مما جعل افضل كفاءات السودان تهاجر طلباً للعيش الكريم . 9- كسر شوكة مايسمى ب» الكباتن « الذين يلعبون ادواراً سيئة في الولايات ولا يعملون إلا لمصالحهم وتضليل الولاة . الأخ الرئيس : هذا قليل من كثير نعرف انك تعلمه بل تعرف اكثر مما ذكرناه وما يحيط به من مغاليق الامور .. ولكننا نريد منك ثورة عليه .. ثورة لا تخشى فيها لومة لائم .. فأنك قد اعطيت امانة التكليف والتمكين .. و(إن الله ليزع بالسلطان .. مالايزع بالقرآن ) الحديث . وان تسن القوانين الرادعة الحاسمة الناجزة .. وان تختار الرجال الأقوياء الامناء الذين يبتغون وجه الله والذين ينفذون معك هذه الثورة . فإن الله سائلك قبل ان يسأل المجلس الوطني الذي يسن التشريع او وزير العدل الذي يتولى التنفيذ او التنفيذين الآخرين ممن تعهد اليهم المهام . والله من وراء القصد