بابكر بخيت عثمان فرض صوم رمضان على أمة الإسلام بالكتاب والسنة. قال تعالى «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» للأسف الشديد نجد اختلافاً شديداً في تحري رؤية هلال شهر رمضان الذي قال الله تعالى فيه «فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ» إذن يبدأ الصيام بالمشاهدة أي بتحري الرؤية. في رمضان العام الماضي، نجد دولاً إسلامية عندما تحرت الرؤية رأت هلال شهر رمضان ليلة السبت فصامت السبت، وأيضاً وجدنا دولاً إسلامية أخرى قد تحرت الرؤية فرات هلال رمضان ليلة الأحد فصامت بالأحد، والسودان من الدول التي صامت بالأحد ولم تصم السبت.؟ ومن هنا يظهر الاختلاف في تحري الرؤية بين دول أمة الإسلام منهم من بدأ صيامه بالسبت ومنهم من بدأ صيامه بالأحد. وهذا في نظري هو عين الاختلاف المبغوض لأمة شرع لها الإسلام شرائع كثيرة تدعو إلى وحدة أمة الإسلام وتماسكها بدءً بوحدة الأمة في صلاة الجماعة ثم تدرج لأكبر منها صلاة الجمعة. ثم تدرج لأكبر منها صلاة العيدين، ثم لأكبر منها الحج، ثم الأكبر، الأكبر صوم رمضان الذي تجتمع في صيامه كل أمة الإسلام قاطبة من الخليج العربي إلى المحيط الأطلسي. يحزنني الآن بادرة تفرقة بين أمة المسلمين ودولها شيء لا يليق بأمة دعا نبيها «محمد» صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة إلى الوحدة بين المسلمين حتى وصفهم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً، ثم شبك بين أصابعه . بعد هذا العرض نجد حجة الذين صاموا يوم الأحد ولم يصوموا يوم السبت مع الذين رأوه ومنهم أهل السودان، وحجتهم أن تحري إرصاد دولتنا رأى الهلال ليلة الأحد ولم يره ليلة السبت ولذا لم نصم السبت فصمنا الأحد كما رآه أرصاد دولتنا، ونحن نتبع رؤية ولي أمرنا كما قال الله تعالى «أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ». أما الذين صاموا السبت فحجتهم قول الله تعالى «فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ» وقولهم إن أمة الإسلام كانت دولة واحدة من الخليج العربي إلى المحيط الأطلسي، لهذا فان أي دولة إسلامية من الخليج إلى المحيط ترى شهر رمضان وجب علينا صيامه شرعاً برؤيتهم فهم صدق عدل لقد رأته دول إسلامية شمال جزيرة العرب ورأته أيضاً دولة تركيا ولذا وجب علينا صومه برؤيتهم فصمنا معهم السبت. وذكروا وعللوا بأن في أوائل الثمانينات رأت دولة ليبيا شهر رمضان ولم تره دولة السودان، فلم يصم السودان مع ليبيا بل صام بعدها بيوم، وفي مغرب يوم الثامن والعشرين من رمضان ظهر في الأفق هلال شهر شوال، وكان غداً يوم التاسع والعشرين من رمضان فصار أول يوم لعيد الفطر، وفي الشرع صوم العيد حرام، فما كان من مجمع الفقه السوداني إلا أن أجتمع في تلك الليلة ليعلن أن يوم التاسع والعشرين من رمضان عيدا وأن يُقضي اليوم الناقص بعد العيد. ومن الملاحظ انه لم نر أي دولة إسلامية صامت قبلنا بيوم زاد أيام صيامها من ثلاثين يوماً فلذا هم صدق عدل. أما الذين صاموا بعد يوم صار صومهم ثمانية وعشرين يوماً؟ وهذا دليل خلل في صحة رؤيتهم، ولا يوجد شهر عربي أقل من تسعة وعشرين يوماً. لذا أرى من الأصوب والأرجح أن نتبع أي دولة رأت هلال شهر رمضان فنصوم معهم برؤيتهم وأن لم تره أرصادات دولتنا السودان، يجب علينا شرعاً الصيام معهم، خشية الوقوع في الحمى كالراعي يرعي حول الحمى. أنا أصوم رمضان برؤية أي دولة إسلامية من الخليج إلى المحيط رغم أن دولتي السودان لم تصم هل يعتبر صيامي يوم شك حراما؟