بعد أن أصبحت والياً على ولاية جنوب كردفان وتوليت أمور البلاد والعباد فيها في شتى دروب الحياة الاجتماعية والثقافية وهلم جرا المطلوب من السيد الوالي في الجوهر والمضمون هو تسيير الحكم الراشد والتذرع بالصبر والثبات لمواجهة الأزمات، لأن بسط سلطة الوالي التشريعية والتنفيذية في هذه الولاية يتطلب بعد نظر وسعة أفق وحضور بديهة لأنها تعج بمشاكل إجتماعية كثيرة ينوء بحملها القطر، والسبب في ذلك هي الحرب الموجودة التي أنهكت كاهل الولاية ولم يندمل جراحها بعد. أولاً: مطلوب من الوالي إيجاد آلية توقف الحرب الدائرة في ربوعها لعقد من الزمان باتفاقية سلام مجدية تنهي الصراع المسلح بين حكومة المركز والحركة الشعبية قطاع الشمال ليستتب الأمن والاستقرار، ويقود الوالي الولاية بالاجراءات المقننة للامتثال إلى حكم القانون والمنطق لا يهادن أو يجامل أو يراوغ أو يتوانى في سبيل ضبط الأمن والاستقرار وتعقب كل مجرم أرتكب جرماً يعاقب عليه القانون وأن يحافظ على المال العام ويراقب إنسيابه في القنوات المعدة لصرفه ويوزع فرص البناء والانشاء والإعمار على جميع محليات الولاية بالتساوي ويهتم بصرف رواتب العاملين شهرياً دون تسويف أو مماطلة . ثانيا: يطلب من السيد الوالي صهر قوات الشعب المسلحة وقوات الأمن الوطني والشرطة الموحدة والقوات النظامية الأخرى في بوتقة واحدة من أجل تنفيذ تصورات وقرارات لجنة أمن الولاية ببسط هيبة الدولة لأنهم أي تلك القوات هي الجهة المناط بها حفظ الأمن والاستقرار بالولاية، كما ينور قادة القوات المتطوعة كاحتياطي تقاتل إلى جانب الحكومة أسوة بقوات الشعب المسلحة، كالدعم السريع والدفاع الشعبي أو أي قوات أخرى صديقة أن يحثوا قواتهم بالانضباط في المظهر والسلوك العام للعمل بصدق وأمانة مع القوات الآنفة الذكر لكي ينهضوا بالولاية إلى بر السلام والأمن والأمان . ثالثاً : يتحتم على السيد الوالي تفعيل دور رجال الإدارة الأهلية وهيكلتها بإعادة هيبتها الماضية كمعول إداري يكبح جماح المنفلتين من الرعية وتكون له رقيب وعتيد ولا يتم ذلك إلا بتخويل صلاحيات قضائية إلى رعاة الرعية من رجال الإدارة الأهلية ليكون لهم اليد العليا في تقويم المجتمع مقروناً بالوقار والسكينة . رابعاً: يطلب من السيد الوالي تكوين حكومة ولائية خفيفة الظل في حدود أربعة وزراء فقط لكي لا تبقى عبئاً على مواطن الولاية وتزيد عليه الجبايات والاتاوات والضرائب من جراء الصرف عليهم، وشريطة أن يكون هؤلاء الوزراء من الذين لم يشاركوا في أي حكومة ولائية مضت . ويسدل الستار على نهج كل من تولى منصب الوزير في الحكومات المتعاقبة على الولاية لأن أدائهم كان لا يرتقى إلى مستوى الأداء المشرف إذ أنهم لم يتمكنوا من انتشال الولاية من ما هي عليه الآن من فرقة وشتات وذل وهوان فعلى ضوء هذا الأساس يجب تغيير الوجوه القديمة بالجديدة لكي ينبلج فجر التجديد لتتلاقح الأفكار. ٭ عليه فإن فترة ولايتكم لأمور هذه الولاية هي الأصعب من سابقاتها لأن مستقبلها مجهول ومحفوف بالمخاطر ويكتنفها الغموض والضبابية وعدم الوضوح في الرأي والرؤية لأنك ورثت على أعقاب حكومة ولائية كانت قاصرة ولم تعمل أي مجهود يشار إليه بالبنان لكي يسجل لها في ميزان حسناتها، وتركت لك إرثاً كبيراَ جداً من المشاكل لكي تحلها وحلها يكمن في فعالية حكومة رشيدة تفهم واقع الحال والأحوال بالولاية . أخيراً وليس أخراً أشد انتباه السيد الوالي ليترقب أحوال الضعفاء والمساكين وذوي العاهات المستديمة وخاصة أسر الشهداء الذين لقوا حتفهم في المعارك إلى جانب حكومة المركز وتركوا أرامل وأيتام ليس لديهم كفيل يؤمن معيشتهم سوى «براد شاي» لتوفير الطعام لأبنائها وهي مطاردة من كشات النظام العام. أو صندوق أورنيش يديره طفل قاصر ماسح للأحذية لتوفير قدر يسير من المصاريف والعائد لا يسد رمق الجوع ومنظر المشردين المتواجدين على الشوارع العامة يقتاتون من براميل القمامة مع القطط والكلاب الضالة من فضلات المطاعم «الكرتة» كإجراء مقنن يجب حفظ هؤلاء في مكان يليق بكرامة الإنسان وصون آدميته طالما هنالك وزارة كاملة ألا وهي وزارة الشؤون الإجتماعية ودور ديوان الزكاة بأن يوفروا لهؤلاء وجبة أو وجبتين في اليوم لكي يختفي هذا المنظر المزري والمؤرق للقلوب الرحيمة. ولنا عودة . - متطوع لنشر ثقافة السلام ورتق النسيج الإجتماعي