ولد لانجستون هيوج بمدينة جوبلن في عام 1902م بولاية ميسوري الأمريكية، أمه من السود وتعمل معلمة، أما أبوه فكان ينتمي للبيض وصاحب مزرعة خيول كبيرة، تمنى لانفستون أن يصبح محامٍ، ولكنه لم يقبل في نقابة المحامين بسبب التفرقة العنصرية التي تحكم المجتمع في أمريكا آنذاك، انفصلت والدته عن أبيه وظلت تنتقل من مدينة لأخرى بحثاً عن لقمة العيش، تأثر هيوج في بواكير حياته الشعرية بالشعر الحر، خاصة الشاعر كارل ساندبيرج، وبعد تخرجه في ثانوية كيلفيلاند أمضى هيوج عاماً في المكسيك برفقة والده الأبيض، وكتب أول قصائده «الأسود يتحدث للأنهار» في العام 1921م، ثم أول رواياته القطعة الذهبية أيضاً في العام 1921م، وبمساعدة والده استطاع هيوج أن يلتحق بجامعة كولولمبيا في مدينة نيوريورك، لكنه لم ينتظم بالدراسة وسرعان ما انضم لفرق الجاز، وكان يعزف على آلة البلوز في حي هارلم المجاور للجامعة، ولما كان ساخطاً على التفرقة العنصرية حاول الفرار من الولاياتالمتحدةالأمريكية، فكانت جنوب أفريقيا أول محطاته، ثم بعدها باريس، حيث عمل حارساً لأحد الفنادق، ومنها إلى إيطاليا، وبعد عودته للولايات المتحدةالأمريكية عمل هيوج بأحد مصانع الحديد والصلب، ثم تفرغ لكتابة الشعر، وأخيراً حصل هيوج على درجة البكالريوس في العام 1929م واحتفى به كأعظم شعراء جيله، وإصدر أول رواياته الشعرية في العام 1926م والتي حملت اسم البلوز المنهك، وعلق عليها الشاعر كارل فنفستت قائلاً: لا يمكن للعين النقادة أن تخطيء هذا العمل المميز، والذي يتميز بقدرة خارقة على البقاء بذاكرة وروح المتلقي لامتلائها بالعاطفة المتوقدة، والحنان الدافق، وتقديراً للشاعر أهداه هيوج ديوانه بعنوان «ملابس جميلة لليهودي»، والذي طبع في العام 2001م، تبع ذلك العديد من الدواوين والمسرحيات الشعرية. ويعتبر هيوج رائد عصر النهضة التي انتظمت هارلم عشرينيات القرن الماضي، وكتب أول رواياته «ليس من دون ضحك» في العام 1930م، ويعتبر أول شاعر أسود يكسب قوته من كتاباته، انتهج هيوج منحى ساخراً في تعامله مع مهاجميه في اليمين المتطرف في أمريكا، وعبر عن معاناة السود والحنين للجذور في كثير من قصائده، ففي قصيدة «كروس» يقول: لقد مات أبي في قصر منيف لأنه أبيض وماتت السوداء في كوخ وضيع فأين سأموت أنا ولا أسود ولا أبيض أسس هيوج «بلاك نيتر قروب» مسرح السود، في مدينة هارلم في العام 1937م، وعمل مراسلاً لمجلة بلاتيمور آفرو أمريكا أثناء الحرب الأسبانية، وأصبح صديقاً للشاعر والقاص ارسنستهيمنقوي، كتب هيوج العديد من القصص للأطفال والكثير من المسرحيات، وحولت الكثير من أعماله إلى أفلام بواسطة نجوم هوليوود الكبار، أتهم هيوج بالشيوعية إلا أن أشعاره عالجت قضايا الفقر والعنصرية والصراع العرقي والعنف والكبرياء والأمل. ومن قصيدة اللون يقول هيوج أرتديه مثل المحارب من أجل الكبرياء وليس من أجل الاختباء. كتب هيوج أكثر من 35 رواية لاقت قبولاً كاملاً من قبل النقاد، توفي لانفستون هيوج في عام 1967م إثر إصابته بمرض السرطان. ويقول في قصيدته «تلاش الأحلام»: ماذا يحدث للأحلام حينما تتلاشى؟ هل تجف كالزبيب تحت أشعة الشمس؟ أم تلتئم كما الجروح وتهرب هل تذبل كما اللحم الجاف أم تتعتق وتصبح عصيراً حلو المذاق؟ قد تكون الأحلام فقط أساطير تتعب كاهلنا كالحمل الثقيل نخشى أن ينفجر }}