عادة البطان قديمة عند قبيلة الجعليين، حيث يعتبرها البعض حفاظاً على التراث، فعلى إيقاع الدلوكة والشتم يلهب سوط البطان ظهر الشباب الذين يندفعون الى وسط دائرة العريس بحسب مراسم البطان ليلة الحناء أو القيدومة، ليقوم العريس بجلدهم وسط الزغاريد وهم في قمة السعادة، ونجد أن الهدف الأساسي من هذه العادة اختبار الفروسية والشجاعة. ولأنهم يحسون بنشوة عارمة على أنغام تلكم الإيقاعات، تصيبهم حالة يصفها الكثيرون ب «الشعرة» تغيب عقله الواعي وتصيبه برعشة لا يستطيع الفكاك منها إلا بالثبات وسط الحلقة ليتم جلده حد إسالة الدماء وسط إعجاب الفتيات والعشيرة. طقوس جسدتها فقرة الغناء الشعبي على الصوت الجهور فنان الحماسة محمد كدود عندما تغنى ب «الدود عرّش واقدل يا النمر وركازة القبيلة ودايراك أخويا لي» في ليلة نادي كلي الثقافية، وحصدت الإعجاب وتعكس فقرة المعرض تراث المنطقة من الحضارات القديمة والساقية والشادوف والمشلعيب والسعن، وكانت الطفلة أسيل أسامة فاكهة الأمسية، حيث برعت في أداء أغنية الراحل عثمان حسين، وشاعرها عوض أحمد خليفة «يا ربيع الدنيا». تميزت الليلة بحضور طاغٍ لأبناء المنطقة من برلمانيين وتشريعيين وضباط تقدمهم رئيس النادي الأستاذ كمال علي مدني الأمين العام للصندوق القومي للمعاشات، ومدير عام وزارة الثقافة الدكتور هاشم الجاز، والأستاذ عبد الماجد السر مدير الشباب بالمجلس الأعلى للشباب والرياضة. وبحق كانت ليلة كلي التراث والبطان والإبداع والدلوكة.