البطان عادة قديمة عند قبيلة الجعليين شب عليها الكبار ونشأ عليها الصغار، وهى عادة عميقة كادت ان تندثرفى فترة من الفترات بسبب انتقال الكثيرمن اهل القبيلة من ديارهم الاصلية الى المدن، ونلاحظ فى الآونة الاخيرة انها عادت بقوة لتحتل مكانها فى المناسبات كطقس اساسى فى مراسم الزواج عند الجعليين، واصبح يمارسها حتى الذين تخرجوا في الجامعات والذين عاشوا فى المجتمعات الاوربية . مراسم البطان يقوم فيها العريس بجلد الشباب فى ليلة الحناء او ( القيدومة ) وسط زغاريد الحسان والتى تعلو كلما كان عدد الشباب اكبر فى ساحة الحفل لاثارة الحماس والثبات، والهدف الاساسى من هذه العادة التى يصفها البعض بالتخلف اختبار فروسية وشجاعة الشباب حيث يلهب السوط الظهور حتى تسيل الدماء. للتعرف على هذه العادة عن قرب تحدثت الصحافة الى مجموعة من شباب الجعليين فى مناسبة عرس احد ابنائهم داخل خيمة فرح عامرة بالضيوف نساء ورجالاً واطفالاً فى حالة من النشوة زغاريد عالية وثمة شباب متباين من حيث العمر ومستوى التعليم والوعى، يتدافعون الى وسط دائرة العريس تحت مرمى السوط فى شجاعة وثقة دون وجل او خوف وهم فى قمة السعادة. يقول الشاب مصعب محمد صالح من ابناء المحمية والذى كان اكثرهم ثباتا فى دائرة البطان ان عودة الدلوكة والبطان الى ساحة أعراس الجعليين فى الخرطوم يعتبر ظاهرة ايجابية تحافظ على ارث الآباء وتقليد القبيلة المتوارث عبر الاجيال، ويرفض مصعب كل مايقال عن وحشية البطان وتعارضه مع السلوك الحضارى والمدنية بل والتخلف وفق وجهة نظر البعض، واضاف بان هؤلاء لايشعرون باحساس الشاب بايقاعات الدلوكة التى تصيبه بحالة شعورية تسمى ( الشعرة) تغيب عقله الواعى وتصيبه برعشة ولايستطيع التخلص منها الا بان يركز فى ساحة البطان. ويتفق مع ما ذهب اليه مصعب آخرون لكن محمد الطيب يخالف الاخير ويقول بان هذه المظاهر الاجتماعية متخلفة وتجاوزها الزمن ولاتصلح للعصر الحالى ولاتعبر عن مفهوم الشجاعة الحديث والذى يعتمد على قوة العقل والوعى والعلم .