ملأت الصور الفوتوغرافية مواقع التواصل الاجتماعي بشكل لم يكن مسبوقاً حتى أنها طغت على غيرها من وسائل التعبير، وتحول الجميع الى منتجين للمادة المصورة بدرجة اختلط فيها (الحابل بالنابل)، لا أحد بالطبع يمكن أن يتحكم في الصورة وفي محتواها ما إذا كان يتوافق مع القيم أو يتنافي معها، ووصل الأمر لدرجة أن يتلفت الشخص يمنة ويسارا قبل أن يتصفح جاءت الى حسابه دون استئذان. الظهور المكثف للمصورين العابرين على مواقع التواصل الإجتماعي يظل مثار جدال ونقاش وسط الأسر، بين مثار ومستغرب ومستنكر، ومنهم من يعتبر الأمر فناً يشترك الجميع في انتاجه، ولم يكن محتكراً عند المحترفين كما كان في السابق، وحسب رأي هولاء فإن التطور التكنولوجي الحديث هز كل العروش القديمة، ما جعل الهواة هم قادة التصوير الفوتغرافي . مهنة من لا مهنة له المخالفون لهذا الرأي يرون أن الأمر صار بل صار مهنة من لا مهنة له، وجعل كل من يملك كاميرا ذات تقنيات عالية يسمي نفسه محترفاً ويتخذها كمهنة له عن طريق صفحات الفيس بوك، ونتج عنه إستياء الكثير، هذا التطور أصاب استديوهات التصوير المتعارف عليها في مقتل وأصبح ما يسمي ب(الأوت دور) يلقى رواجاً أكثر لأنه مجارياًً للموضة.. في كل يوم يولد مصور.. هذا المقولة يكذب من يراهن على ضدها، لقد تحول الهدف من الصورة على النهج القديم، كل يوم يولد مصور وتظهر صورة وتنتج صفحة جديدة، فلم يعد التصوير من أجل الامتاع أو التوثيق أو البحث والدراسة بل صار الطريق الى الشهرة وربما العائد المادي.. استياء شديد مرتضى مصطفى (مصور فوتغرافي) يعبر عن إستيائه الشديد من هذه الظاهرة وقال ل«آخر لحظة»: إن المصور ليس كاميرا إحترافية فحسب.. التصوير له تفاصيل كثيرة جداً فهو دراسة قائمة بذاتها وفن معروف وعلم.. وأضاف أن ثورة المصورين الذين ظهروا فجأة لها أسباب عديدة وكل له هدفه الخاص، والفيسبوك على وجه الخصوص أتاح لكل منهم مساحة.. هناك من اتخذها لأغراض مادية، حيث أصبح التصوير يدخل عائداً مادياً جيداً.. دائرة اتهام ويقول مرتضى .. أول مابدأت هذه الظاهرة كان الهدف الأساسي منها محاكاة الإبداع، لذلك يمكن أن ترى في الصفحات مالا يسر، حيث أن بعض الصور لمناسبات زفاف لا تمت للإبداع بصلة، وليس لها معنى، وكل هاوٍ يسعى الى المادية والشعبية.. وبسبب هؤلاء أصبح التصوير والمصورون موضع إتهام دائم (الخير يخص والشر يعم) وأصبح الجمهور مشتت بسبب الصفحات التي ملأت الساحة، لكن الجمهور ذكي بما فيه الكفاية للتفرقة بين أخلاقيات المصورين وإبداعاتهم، وهناك ثلاث نقاط ينظر لها العميل وهي أخلاقيات المصور، وجودة الصورة، ثم البعد الجمالي، وأخيراً السعر.. ويسترسل مرتضى في الحديث قائلاً.. لا يمكن لأحد أن يأتمن مصور غير مضمون ليقوم بتصوير عائلته، فهناك مصورون محترفون مثل أرسلان أمين، وصديق زكي، وهو من شجعني في بدايتي التي كانت بالصدفة فحاولت أن أصقل هوايتي بالدراسة وأطور من نفسي فسافرت الى روسيا لأدرس التصوير.. غث وسمين يوافقه محمد فتحي وهو مصور محترف حينما يقول إن التصوير يتخذ كهواية، ثم يتحول الى مهنة لمغرياتها المادية، وللبحث عن الشهرة.. وأضاف أثر المصورين في عمل الإستديوهات بشكل كبير جداً حتى أن هناك مجموعة أثرت على المصورين أنفسهم حيث أصبحت تعمل بأسعار زهيدة.. من جهتها قالت منة الله الفكي «متابعة على الفيسبوك» إن كثرة المصورين في الساحة لا يمثل مشكلة لأننا نستطيع التفريق بين المصور المحترف والمصور الهاوي ومدى إبداعه.. وتقول أسماء آدم (خريجة تصوير وسينما) إن المصورين الجدد والذين تعج بهم الساحة تنقصهم الدراسة، وأن الهواية لاتكفي لممارسة المهنة، لكن برغم ذلك حركت الساحة حالة الركود وهذا أمر جيد.