يقول المثل الشعبي )الجواب باين من عنوانه(.. لكن هذا المثل لا يتماشى مع بحر إدريس أبو قردة الذي توحي لك تعابير وجهه بصرامة فوق المعدل، ولكن يقول المقربون منه إنه رجل رقيق المشاعر محب للغناء لدرجة الإدمان في صباه الباكر، هذا ما كشف عنه القيادي بحزب التحرير والعدالة والوزير بسلطة دارفور تاج الدين نيام.. متناقضات ومتغيرات عجيبة صاحبت حياة بحر من رجل محب للموسيقى وعاشق للغناء.. إلى متمرد ومصوب للبندقية في صدر الحكومة لفترة طويلة وعاد بعدها متصالحاً معها ووزيراً للصحة. أبوقردة الذي تجاوز الخمسة عقود بعامين، ابن ولاية شمال دارفور التي ولد بها، هو كذلك ابن الحركة الإسلامية بل إنه من المجاهدين الذين قاتلوا في أحراش الجنوب، بل كان نائباً لأمير المجاهدين لإحدى الكتائب - معتمد عطبرة الأسبق، عضو البرلمان الهادي محمد علي قال إن خلفيته الإخوانية ظلمته وذلك في الحوار الذي أجرته معه آخر لحظة أمس الأول «الجمعة».. نشأ أبو قردة في بيئة رعوية غنية بالأبقار والإبل وينحدر من أسرة ميسورة الحال.. وبالرغم من ذلك كان يمارس الرعي عقب عودته من المدرسة وفي الإجازات وهو تلميذ بالصف الثالث الابتدائي في مدينة زالنجي.. واصل مسيرته التعليمية الثانوي العام والعالي في مدينة الفاشر وانتقل بعدها إلى جامعة السودان ملتحقاً بكلية التجارة. المحكمة الجنائية أهم محطة في تاريخ الرجل باعتبار أنه أول سوداني يمثل أمامها بعد أن وجهت إليه اتهامات بالاعتداء على معسكر حسكنيتة.. الأمر الذى نفاه عن نفسه ووصفه بالشائعة وقال إنها اتهامات خرجت من بعض زملائه الذين وصفهم المقربون إليه بالمنافقين الذين يريدون زحزحته. وحسب المقربين إليه كان أبوقردة قبل أن يدخل الغابة رجل أعمال ولديه كثير من الأموال إلا أنه فقدها بعد تمرده. ويشير رفيق دربه أبوبكر الزومة إلى أن بحر كان بارزاً في النشاط السياسي في الجامعة وحاصلاً على دبلوم قسم السكرتارية جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا في العام 1988 وبكلاريوس قسم إدارة الأعمال جامعة النيلين 1994 ونال دراساته العليا بجامعة الخرطوم قسم العلوم السياسية، دبلوم العلاقات الدولية ووصفه أبوبكر بأنه من أميز الوزراء الذين تقلدوا منصب وزير الصحة.. وبحر متزوج وأب لثلاثة أبناء وبنتين يعد من مؤسسي حركة العدل والمساواة عام 2000م. ظهر بحر في الآونة الأخيرة وبكثافة في الصحافة عقب خلافه مع رئيس حركة التحرير والعدالة ورئيس السلطة الإقليمية د. التجاني سيسي والذي يرى كثيرون أن الخلاف كان خصماً عليه وربما يكون بداية النهاية لمستقبله السياسي، وكون حزباً جديداً وأطلق عليه التحرير والعدالة تم اعتماده من قبل مسجل تنظيمات الأحزاب 2015م يمتلك أبو قردة قدرة هائلة على التواصل ويذكر جيرانه في ضاحية الكلاكلة التي سكن فيها قرابة الأربع سنوات قبل تمرده كانت له طرفة مع إحدى جاراته «الحاجة آسيا» وكان مقرباً إليها وبعد أن طال غيابه غداة تمرده لم تكف الحاجة آسيا عن السؤال عنه وعندما علمت بتمرده قالت: ولدي بحر زول طيب لكن «أولاد الحرام غشو».. كل جيرانه في الكلاكلة، أبدوا استغرابهم لتمرده ودخوله الغابة أمثال صلاح وبابكر وأماني وآخرين. بعض المراقبين يروا أن روح التمرد ما زالت ترافق الرجل مستشهدين بذلك بعدد من المواقف أشهرها حادثة السلام روتانا بالخرطوم مع رئيس السلطة الإقليمية ورئيس مكتب سلام دارفور واعتبروا أن هذه الخطوة ربما تقوده للرجوع للغابة مرة أخرى.. كما وسبق أن دخل في خلافات عديدة مع وزير الصحة بولاية الخرطوم بروفيسور مأمون حميدة حول قانون مجلس الصيدلة.. وربما يستقوى الرجل بالإشادة العصية التي خرجت من النائب الأول السابق للرئيس علي عثمان.