بدأت هذه الأيام وفود وقوافل الحجيج من كل أركان المعمورة الذهاب إلى البقاع الطاهرة والأراضي المقدسة ملبية نداء الرحمن لأداء الركن الخامس وهو الحج في رحلة إيمانية مباركة.. وامتطى الحجاج الطائرات والقطارات والسفن والسيارات صوب المملكة.. وهنالك تأملات عميقة في الآية الكريمة «وأذن في الناس بالحج يأتون رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق» صدق الله العظيم. وتقوم المملكة العربية السعودية إنابة عن الأمة الإسلامية في استقبال ورعاية وفود الحجيج دون منٍ أو كلل أو ملل.. وجعلت المملكة خدمة الحجاج وضيوف الرحمن من أولى واجباتها. تعكف الدولة بأجهزتها الرسمية والأهلية منذ بداية كل عام للاستعداد لضيوف الرحمن وخدمتهم وتسخير كل الإمكانات بشرية كانت أو مادية لراحتهم، وقد ظل ذلك ديدن هذه الدولة التي شرفها الله بخدمة ضيوفه ورعاية المقدسات والبقاع الطاهرة على مر العقود والأزمان.. ولقد ظل حكام المملكة في العهد الحديث منذ تأسيس الدولة على يد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه.. ومن خلفه من الأبناء إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله.. ظلوا يولون جل اهتمامهم للحرمين الشريفين.. ولقد بذلت جهود غير مسبوقة حالياً لتوسعة الحرمين الشريفين ثم أنشئت منشآت الجمرات ثم كان رصف الطرق والأنفاق والكباري وتوسعة المطارات والموانيء وقطار المشاعر وغيرها من المشروعات الضخمة. وجعلت المملكة مؤسساتها المتعددة والمتنوعة تعمل ليل نهار لخدمة الحجاج والمعتمرين.. ولم تقف المملكة عند هذا الحد.. بل وضعت وتضع كل يوم وتنفر مشروعات ضخمة وحديثة ليعود نفعها لراحة الحجاج والمعتمرين. وانتشرت المملكة ببعثاتها الدبلوماسية في كل دول العالم الإسلامي لتيسير الإجراءات وتسهيلها للحجاج والمعتمرين. حفظ الله المملكة وأدام عليها نعمة الأمن والسلام والاستقرار والرخاء.. ونسأل الله أن ييسر على حجاج هذا العام حجهم ويعودوا سالمين غانمين.