أولاً لا بد أن نتقدم بأسمى عبارات الشكر والتقدير للأستاذ السموأل خلف الله قائد مؤسسة أروقة للثقافة والعلوم وأركان إبداعه بقيادة الأخ خليفة حسن بلة، وهم يقودون الكثير من المبادرات وينظمون الكثير من الفعاليات التي تحمل أبهى صور الوفاء والعرفان لمبدعين قدموا لهذا البلد الكثير من الإبداع بشتى ضروبه. عندما سمعت أن أروقة بصدد تكريم الأستاذ القامة و«الشامة» في خد الإعلام العربي وليس السوداني فحسب، عمر الجزلي، لم أستغرب للمبادرة لأنها ليست غريبة على مؤسسة قدمت للعمل الثقافي الكثير، والتكريم ليس بكثير على من هو بقامة واسم الجزلي. ومع احترامنا لخطوة أروقة وفتحها الباب لتكريم الرجل، نقول إن الجزلي كان يستحق تكريماً رسمياً على أعلى مستوى، ليس مجاملة منا أو لأننا نحب الرجل ونقدره بلا حدود، ولكن لأنه أهل لذلك ولأن عطاءه كالشمس لا يستطيع أن ينكره أحد، ويكفيه فقط ما قدمه عبر برنامج «الفريد في عصره» أسماء في حياتنا الذي يعتبر ذاكرة لهذه الأمة وأحد أهم كتب التاريخ فيها، وإذا قلنا نتحدث عن البرنامج فبالطبع لن تكفينا هذه المساحة. أسماء في حياتنا وثق لأعلام الوطن في شتى ضروب نشاطاتهم وأصبح من المصادر الرئيسية للدارسين والمهتمين بالتوثيق في مواضيعه المتنوعة في التراث والأدب والفنون والمجتمع والفكر السياسي وغيرها، ومرجعاً لا غنى عنه للباحثين عن شهادات الماجستير والدكتوراة. والحديث عن البرنامج يطول، وعن صاحبه هو حديث لا نهايات له، ولا نملك غير أن ندعو لهرمنا الإعلامي عمر محمد عثمان الجزلي بالصحة والعافية وأن يبارك في أيامه ليتحفنا بروائعه ويشجينا بصوته المتميز، ويثري عقولنا ببرامجه المتعددة، فهذا أقل ما يمكن أن نقدمه لمن هم بفكره وعطائه وحبهم لأوطانهم، والأخيرة تؤكدها العروض التي انهالت عليه للعمل في دول كثيرة وبمقابل مادي كبير ولكنه فضّل أن يبقى في هذا الوطن وأن يقدم له عصارة فكره وإبداعه رغم إلحاح أبنائه الثلاثة المقيمين بأمريكا عليه للإقامة معهم. حقيقة عمر الجزلي هو ابن السودان البار، كما هو ابن الجزلي وحاجة سيدة «عليهما الرحمة»، فبره لوالدته يحتاج لأن يدرَس في المدارس. خلاصة الشوف: كل الشكر لمؤسسة أروقة التي عرفت قدر الرجال وعرفت الإبداع وسارت في دهاليزه، نتمنى أن تواصل في ذات الدرب، كما نتمنى أن نسمع غداً بتكريم رسمي لصاحب الاسم الكبير في حياتنا عمر الجزلي الذي يستحق أرفع أوسمة الدولة.