ليس كل ما يكتب أو ينشر يجد الرضا والقبول من الحكومة أو المتلقين لا سيما كتابات بعض أصحاب الأقلام المصادمة، فكثير من الكتابات الصحفية تقود أصحابها إلى ردهات المحاكم وبعضها يفضي إلى القتل والتهديد، وليس ببعيد عن الأذهان حادثة اغتيال رئيس تحرير صحيفة الوفاق محمد طه محمد أحمد في العام 2006، وفي رمضان قبل الماضي تعرض رئيس تحرير صحيفة التيار الأستاذ عثمان ميرغني إلى اعتداءات وحشية من قبل مجهولين داخل مقر الصحفية، الحوادث في هذا الصدد كثيرة ولكن آخر حالات الاعتداء على الكتاب كانت من نصيب الأستاذين رئيس مجلس إدارة صحيفة المستقلة علي حمدان وهيثم كابو . ٭ الحكومة غير راضية الحكومة أبدت صراحة عدم رضائها عن بعض الأقلام المعارضة ولكن في المقابل عدم رضا الحكومة لم يصل مع الكتاب لدرجة الاعتداءات ولم يتجاوز في أغلب مرحلة اتخاذ إجراءات قد يراها البعض تعسفية، والتي غالباً ما تكون ضد الصحف أو الكاتب نفسه. النائب الأول للرئيس الفريق أول ركن بكري حسن صالح أعلن صراحة في الجلسة الافتتاحية لاجتماعات الأمانة العامة والمكتب الدائم لاتحاد الصحفيين العرب أمس الأول، عن وجود أقلام لا تروق للنظام، وقال إن هنالك أقلاماً معارضة للحكومة نالت جوازاً في الصحافة العالمية، وأضاف «ما أكثرها من قناعات لا تروق لنا ولكن نتقبلها بكل صدر رحب ونفس متسامحة». ٭ لا عداء مع أحد ويقول الكاتب الصحفي المعارض الأستاذ صلاح أحمد عبد الله إن صدامنا ليس لعداء، بل نصادم الشخصية العامة لنبرئها من أخطاء معينة في مواقع معينة، وأضاف في حديث ل «آخر لحظة» سلاحنا الكلمة فإذا اخطأنا فيجب تقديمنا للمحاكم وينبغي على الشخصيات العامة تحمل كل ما يكتب عنها من أجل المصلحة العامة، ويمضي صلاح قائلاً الحكومة أطلقت الحوار الوطني وحوارنا نحن بأقلامنا نسلطها على بواطن الخلل دون الإساءة أو سب شخص أو الخوض في أعراض الآخرين، و«الما بعجبو كلامنا بينا وبينو القانون»، وأردف أن النقد الذي يصوبونه ككتاب، ليس من أجل النقد وإنما من أجل التصويب والإصلاح. ٭ حديث إيجابي وبالمقابل يرى رئيس تحرير صحيفة التيار الأستاذ عثمان ميرغني أنه ليس بالضرورة أن يجد كل ما يكتب الرضا والقبول من الحكومة، وبالتأكيد هنالك كتابات غير مرضٍ عنها، وقال ل «آخر لحظة» إن كل الكتابات لو لم يكن بها قدر من النقد والتصويب فستصبح مجرد نشرة علاقات عامة، وأثنى ميرغني على حديث النائب الأول للرئيس الذي أشار فيه صراحة لعدم رضائهم عن بعض الأقلام المعارضة إلا أنهم يتقبلون ما يصدر عنها بكل صدر رحب ونفس متسامحة، ووصف ميرغني حديث النائب الأول في هذا الصدد بالإيجابي. ٭ أقلام مصادمة وأبرز الأقلام المصادمة في الساحة الصحفية الأساتذة زهير السراج الذي عاود الكتابة مؤخراً بعد توقف لأكثر من عامين، وعثمان شبونة بجانب حيدر المكاشفي ومؤمن الغالي وعبدالله الشيخ، بالإضافة لفيصل محمد صالح الذي حاز على جائزة عالمية في المجال الصحفي، وكذلك من بين الأقلام التي تصنف بأنها مصادمة صلاح عووضة وعبدالرفيع مصطفى. ٭ الإصلاح الكاتب والقيادي بالمؤتمر الوطني د.ربيع عبد العاطي بالرغم من أنه يرى أنه ليس من مصلحة الحكومة أن تكون كل الكتابات الصحفية لصالحها، إلا أنه أحد الناقمين على بعض الأقلام الصحفية والتي يرى أنها أسهمت بصورة كبيرة في تشويه الرأي العام، ويقول ربيع في حديث ل «آخر لحظة» إن إصلاح الصحافة لا بد أن يكون جزءاً من إصلاح الدولة، وأضاف أن الأرقام تشير إلى أن هنالك مؤسسات وأفراداً تضرروا كثيراً من النشر، فتجربة الصحافة تحتاج إلى وقفة وبذل مزيدٍ من الجهد لمعالجة بعض بواطن الخلل، وأشار إلى أن هنالك كتابات ليست مقالات وإنما عبارة عن صحيفة اتهام تتضمن الإجراءات وإصدار الحكم. ٭ على قفا من يشيل ويقول ربيع إن كتاب الرأي أصبحوا على قفا من يشيل وكل من لديه هواية أصبح كاتباً، والصحافة أصبحت مهنة من لامهنة له، ونصح بضرورة إيجاد معايير للمهنة وللكتاب بجانب تقييم المؤسسات الصحفية نفسها من حيث الشكل ورأس المال.