بعد خروج النفط من موازنات الدولة بات من الضروري توسعة دائرة جذب الاستثمار والمستثمرين كبديل، ولأن محلية جبره الشيخ واحدة من واجهات الاستثمار بموقعها الاستراتيجي المطل على ولاية الخرطوم وأراضيها المنبسطة، كان لابد من تهيئة مناخ مناسب لجذب المستثمرين، مما يجعلها مركزاً استثمارياً واعداً، وذلك لن يتأتى إلا من خلال قرارات رادعة ضد لوبيات الفساد المتلاعبين، وهم الآفة الحقيقية التي تنخر في عظام الاقتصاد والتنمية، ومعاول الهدم الذين لا وازع ديني يكبح شرههم لجمع المال الحرام، ولا ضمير إنساني يتألم للبؤس الذي يعانيه أهلهم يقبض أيديهم من أن تمتد إلى المال السحت.. فتلك واحدة من القضايا الملحة والأمور المهمة على طاولة الوالي مولانا أحمد هارون عند زيارته لإدارية (امندرابة) المزمعة يوم السبت المقبل، والتي تعول عليها جماهير المنطقة كثيراً وهي تتطلع الى التنمية التي يجب أن تنتظم هذه الإدارية، وقطع الطريق على الفساد الذي يتلقف ما تصنع الولاية، وينسف مجهوداتها ويقف عقبة كؤود أمام انسياب الاستثمار والمستثمرين.. فالصورة واضحة سيدي الوالي وضوح الشمس في كبد السماء، هنالك أشخاص كانوا قبل دخول الاستثمار إلى الولاية لا تتعدى ممتلكاتهم (بيت الحطب والطين، والكارو والحمار)، والآن حالهم يغني عن السؤال وأمرهم عم القرى والحضر، استغلوا وجودهم في لجان الاستثمار ونفوذهم في الولاية، ولا يزالون حتى قبيل مجيئكم الكثير منهم يسيطر على أدق تفاصيل زيارتكم ويحولون بينكم والمواطن المعني أصلاً بالتنمية والخدمات وعائد الاستثمار، لذلك نستبشر خيراً بمقدمكم ونحن نحمل آمالاً عراض لتفعيل كل الآليات الكفيلة بجعل المواطن هو المحور والهدف الرئيس لكل سياسات الاستثمار في المنطقة، من خلال رؤية واضحة يلمسها المواطن في حياته اليومية على أرض الواقع في أي قطاع كان على المستوى الصحي أو الخدمي، أو حتى التربوي، أو غيرها من المفاصل المهمة التي قام لأجلها الاستثمار، لتنعكس آثاره على حياة المواطن، وتحقيق تنمية شاملة للمنطقة.. نسرد (هذا الحكي)، وبين أعييننا (80 )ألف فدان من أراضي الشريط الحدودي البكر، التي لا تعوض، خرجت دونما رجعة لم نسمع بفتح باب العطاء ولا بغلقه أو حتى الإعلان عن آخر مواعيد استلام طلبات المتنافسين ومواعيد فتحها أمام وسائل الإعلام.. هذه ال (80) ألف فدان غير تلك التي اقتطعها أولئك الذين تحدثنا عنهم بدون وجه حق ولا خجل ولا حياء.. الأمر الذي لا نريد له أن يمر مرور الكرام، بل يجب إعمال مبدأ الحساب والعقاب حتى يكونوا لمن خلفهم آية.