الانشقاق الذي حدث بالأمس القريب بين جماعة الأخوان المسلمين، والذي تم بموجبه إعفاء على جاويش، وتكليف الجد يوسف نور الدائم إلى حين انعقاد المؤتمر العام للجماعة عقب عيد الأضحى، هذه الجماعة تستمد قوتها من التنظيم الدولي للأخوان المسلمين الذي ينتشر في جميع أنحاء العالم خاصة في الشقيقة مصر. يظهر ضعف هذه الجماعة أيام الانتخابات كما في انتخابات 1986 التي أحرز فيها حزب الأمة 99 مقعداً والاتحادي الديمقراطي 63 مقعداً، والجبهة الإسلامية 54 مقعداً، الحزب القومي السوداني 8 مقاعد، الحزب الشيوعي 3 مقاعد، والأخوان المسلمون (لم ينجح أحد)!!. لقد عقد الجماعة مؤتمراً في أبريل 1969م في شمبات، وقد تنازل في هذا المؤتمر الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد المراقب العام للجماعة، تنازل عن هذا المنصب للدكتور حسن عبد الله الترابي، وبعد شهر واحد فقط قام انقلاب 25 مايو 1969م الذي أطاح بالديمقراطية الثانية، وبعد حدوث المعالجة في 7/7/1977م بين نميري من جانب وبين الأحزاب من جانب آخر، هنا حصل انشقاق بين شيخ صادق وبين الترابي، الذي سمى حزبه الاتجاه الإسلامي، بينما احتفظ صادق عبد الله بالاسم القديم (الأخوان المسلمين)، عندما غزا الاتحاد السوفيتي أفغانستان تنادى أخوان السودان لنصرة أخوانهم في كابول وما حولهما، ومن أشهر هؤلاء الشاب ذي العشرين ربيعاً والذي لقي حتفه في بلاد الأفغان، وقد طيف بجثته في الأسواق والقائد الأفغاني يقول: أنظروا إلى أمثال هؤلاء المرتزقة !!. الذين جيئ بهم من بلادهم إلى بلادنا، ومن ثم تم إحراق جثته وذر رمادها في الهواء الطلق!! عندما حصل الانقلاب الأبيض في الجماعة في 6 رمضان الحالي بحث الأخوان عن مبرر، وهنا وجدوا ضالتهم في المؤتمر الوطني الذي تتهمه الأحزاب السودانية من اليسار إلى اليمين بأن حزب الحكومة يسعى لتشتيتها وتمزيقها. وعاجز الرأي مضياعٌ لفرصته. حتى إذا ما فات أمرٌ عاتب القدر لكن المشكلة الحقيقية في أحزابنا غياب المؤسسة والمطامع الشخصية، بل هذه الأحزاب ليست أصلاً للديمقراطية!! يعود أصل الأخوان المسلمين إلى الإمام حسن البنا الساعاتي المولود في المحمودية في مصر، في أوائل القرن العشرين، وقد حز في نفسه الغاء الخلافة الإسلامية في تركيا عام 1924م ومن ثم قام بإنشاء جماعته عام 1928م، وعليه فقد انتشرت هذه في جميع أنحاء العالم ومن بينها السودان. قام الترابي بإنقلابه في 30 يونيو 1989م وعندها وقف الأخوان موقف المتفرج، لا إلى الحكومة ولا إلى المعارضة، بل إلى المعارضة أقرب، وعندما أزيح عدوهم الأكبر الترابي في المفاصلة الشهيرة 12/12/1999 رضوان بدخول الحكومة، حيث تسنموا منصب الوزارة والمقاعد البرلمانية، ناصب الأخوان العداء للإنقاذ عندما وقفت في (الظاهر)، إلى جانب الجنرال عبد الفتاح السيسي الذي أطاح بحكومة الرئيس المنتخب محمد مرسي. جماعة صغيرة لا يأبه لها، وليس لها منبر يتحدث باسمها، ولو في حجم جريدة الميدان تنقسم إلى جناحين في (رمشة) عين، وربما إلى ثلاثة أجنحة.. إذن لا غرو أن ينقسم حزب الأمة إلى ستة أجنحة وربما سبعة. أحزابنا تحتاج إلى وقفة ومراجعة حساباتها، بل عليها أن تقف خارج السلطة حتى السداد!!. لا ننسى إنه عندما تمت مهاجمة حقل هجليج الغني بالنفط، كان جماعة الأخوان يجمعون التبرعات لسوريا وفلسطين.