قوى إعلان جوبا بطرفيها الحركة الشعبية والقوى السياسية المعارضة ظلت ولأعوام تسقط فى إختياراتها، لأنها و ببساطة تختار الإختيارات الخطأ ،و بسبب هذه الإختيارات خسرت الكثير من المكاسب ، والكثير من الوقت ،و قطعت مسافات أطول فى الإتجاه الخطأ وظلت الحركة الشعبية تغفل راجعة كل هذه المسافات الطويلة لتصحيح خطواتها للاتجاه الصحيح ، أما القوى السياسية المعارضة المسكينة ظلت تتجمد فى مكانها عند تلك المسافات الطويلة الخطأ تنتظر الحركة الشعبية حتى تعود إليها من جديد لترافقها خطوات إضافية فى الإتجاه الخطأ لها وللحركة . * هكذا ظل هو الحال بالنسبة للحركة الشعبية والقوى السياسية المعارضة جولة إثر جولة دون أن يتعظ أيُُ ُ منهما ويُعمل فكرهُ وذكأؤه ويصحح مساره فى الإتجاه الذى يخدم أجندته دون أن يحتاج ذلك لقوة خارقة فى الفكر والحساب السياسى وإنما يحتاج لإرادة سياسية وقدرات عادية تساعد على قراءة الواقع السياسى ومن ثم الخطو فى الإتجاه السليم . * قوى المعارضة السياسية السودانية أضاعت وقتاً طويلاً وهى تعطل قدراتها وتفكيرها وتنتظر المبادرة من الحركة الشعبية ، بالقدر الذى جعلها تضع كل بيضها فى سلة الحركة الشعبية ، وهذا لعمرى خطأ تاريخى إرتكبته القوى المعارضة وظلت ترتكبه يوماً بعد يوما حتى أضحت كومبارس للحركة الشعبية خدمت بها أجندتها دون أن تنال هذه القوى المسكينة شيئاً طيلة عقدين من الزمان والحركة الشعبية فى الحرب وفى الحكم ، كان على المعارضة أن تنسى ان هناك حركة شعبية يمكن أن تعتمد عليها ،يجب أن تعتمد على قدراتها على خطابها السياسى ، يجب أن يكون موقفها من الحركة الشعبية موقف وطنى خالص يجمع كافة القوى السياسية الشمالية داخل الحكم أوخارجه ، ولكنها لم تفعل ذلك وستمضى للأسف فى هذا الطريق حتى شتتخلص منهم الحركة الشعبية حين ترحل الى وطن آخر ويومها ستصبح مرغمة على السير فى الأتجاه الصحيح وتفكر بعقلها وتعارك بقدراتها وتناضل لأجل أهدافها داخل وطن جديد حدوده الجنوبية على مشارف بحر العرب . * كذلك فأن الحركة الشعبية أضاعت وقتاً عزيزاً ودخلت معارك لم تكن فى حاجة إليها وإستنفذت قدرات وطاقات كان الأوجب توجيهها لميادين أخرى ... ليس هناك شريكاً إستراتيجياً وحقيقياً للحركة الشعبية غبر المؤتمر الوطنى لأنه منحها ماحرمتها منه القوى المعارضة عندما كانت فى الحكم وكان من الممكن إن تكسب أكثر لوصدقت النوايا مع المؤتمر الوطنى وهى محتاجه إليه حتى وإن إنفصل الجنوب وأضحى دولة مجاورة ، وعليها ألا تطالب المؤتمر الوطنى بما تكفر به فى الجنوب .