عطلة عيد الأضحى المبارك شهدت سفري والأخ البروفيسور شمو والأخ الدكتور هاشم الجاز للمشاركة في مؤتمر المنظمة العالمية للصحافة، الذي انعقد في جمهورية الهند وتحديداً حيدر أباد التي وصلنا إليها مروراً بمطار الدوحة والخليج العربي، وقد استغرقت الرحلة من الدوحة إلى حيدر أباد ثلاث ساعات ونصف الساعة وفرق الزمن بينهما ساعتان ونصف الساعة، وكذا فرق الزمن مع السودان حيث تشرق الشمس مبكراً عن السودان بحوالي ساعتين ونصف الساعة. وحيدر أباد هي مدينة المسلمين في الهند ولكن لا تستطيع أن تقول إنهم أغلبية السكان، بعد أن توسعت المدينة وبلغ عدد سكانها ثلاثاً وعشرين مليون نسمة أغلبهم من المسلمين، يتعايشون مع الهندوس والسيخ وتختلط دور العبادة خاصة أصنام الهندوس ومعابد السيخ ومساجد المسلمين الذين يجاهدون من أجل الاحتفاظ بعقيدتهم، ويرحبون بالقادمين إليهم من العرب ويحتفلون بقدومهم، المهم جداً أن هذه الأديان متعايشة مع بعضها في ظل علمانية صارمة، استعاضوا عن الدين عندهم بالوطنية الهندية حيث تجد الوطنية مجموعة شعارات مثل «أنت هندي اشترِ المصنوع في الهند»، وإن كانت مؤسسات الدولة علمانية التوجه إلاّ أن عقيدة الإنسان تؤثر بدرجة ما على أدائه في الموقع، فلذلك يعاني المسلم من بعض المضايقات.. الولاية التي بها مدينة حيدر أباد أقيمت بها ثلاث وعشرون جامعة ومن بينها الجامعة الأولى في الهند «الجامعة العثمانية» التي أسسها الحكم التركي قبل مئات السنين وعدد طلابها ثلاثة ملايين طالباً. كما أن حيدر أباد تضم المدينة الإلكترونية التي شيدتها كبرى الشركات مثل «ميكروسوفت» و «قوقل»، وقد كان مقر الاجتماع في المدينة الالكترونية فلذلك خاطبه مدير شركة «ميكروسوفت» الهندي ومدير «قوقل» الأمريكي، وقد كان هدفهم إقناع المؤتمرين بحقوق الصحافة الأدبية في آليات البحث التي يديرونها، والمدينة تربح سنوياً خمسة أضعاف رأس المال. الإخوة رؤساء تحرير الصحف في السودان لم يشاركوا في هذا المنتدى ما عدا مشاركة سابقة للأخ عادل الباز والأستاذ محجوب محمد صالح في المؤتمر الذي أقيم في مدينة «كيب تاون» بجنوب أفريقيا، حيث نال الأستاذ محجوب محمد صالح آنذاك جائزة القلم الذهبي وهي جائزة يقدمها المؤتمر لمن مارسوا مهنة الصحافة وجاهدوا من أجل حريتها ونهضتها. ونالها هذا العام الصحفي نجم الدين الباكستاني الجنسية الذي يتعرض للتهديد من قبل القوى المناهضة للأفكار التي تتبناها مؤسساته الصحفية. وأدعو بشدة الإخوة رؤساء التحرير للمشاركة في هذا المؤتمر العالمي والذي أتوقع أن يكون في يوم قريب من مؤسسات الأممالمتحدة، في إطار سعي المجتمع الدولي للتأكيد على حرية التعبير في دول العالم ومراقبة أداء الدول من حيث القمع ووضع العراقيل أمام حرية الصحافة، خاصة والعالم يشهد ضغوطاً على حرية الصحافة من جهات أخرى غير العداء التقليدي بينه وبين مؤسسات الدولة، وأصبح العداء الأكثر تتزعمه مافيا الفساد والإرهاب الدولي. الصحافة السودانية لا نرى سبباً لعدم مشاركتها وأكرر الدعوة لهم لأن المؤتمر القادم سيكون في لبنان «بيروت» في منتصف العام القادم، وهو المؤتمر رقم (63) لرؤساء التحرير والمحررين والناشرين والعاملين في مهنة الصحافة ليشاركوا في التداول، حول عناوين وأفكار تكون ثابتة حرية الصحافة(freedom of press) وتجارب الدول حول حرية الصحافة وتجارب الصحافة الدولية. وقد جرى تداول واسع في مدينة حيدر أباد حول حرية الصحافة خاصة في ما يلي تعرض الصحافيين للإرهاب وفساد المافيا، وقدم صحفي من المغرب النموذج القديم في صراع السلطة والصحافة تحت عنوان «بين السياسة والصحافة»، وكيف تتلاعب الدول بمفردات قوانين الصحافة والمطبوعات وكيف تلتف حولها. كما تناول موضوع المبادئ التي تحكم مسار الصحافة من حيث الثقة بين القارئ والصحيفة، والتحليل الصحفي الممتاز ومقدرة رئيس التحرير في الابتكار. والموضوعات التي يجب أن تهتم بها الصحافة بدلاً عن الموضوعات التقليدية. وبمناسبة انتشار الصحف الرياضية عقدت هذه الصحف في إطار المنتدى مؤتمراً ناقشت فيه هموم الصحافة الرياضية. ومن موضوعات المؤتمر كذاك الصحافة الإلكترونية وكيف تجمع الصحيفة المكتوبة بين الكتابة والتجديد في غرفة الأخبار وتنوع مصادر الأخبار، وكذلك شكل الصحيفة التي استقرت الآن على شكل صحيفة «التابلويت» الصغير. كما قدمت موضوعات تحوي الأشكال المختلفة لصحافة اليوم، ومنتدى الناشرين هو الآخر يهتم بقضايا كبيرة تتعلق بتمويل الصحافة والصحافي. والإعلان في الإنترنت والموبايل والمقترحات التي تجعل الإعلان في الصحيفة المكتوبة أكثر جاذبية. أخيراً أدعو جميع القراء والمهتمين بزيارة موقع المنتدى في الإنترنت وهو : www.wan-ifra.org والله الموفق