تعلمه للسحر ومقابلته للجن الحلقة (6) ولم يكمل الشيخ كلامه حتى سمعنا صوت الخالة وقد تغير وهي تقول ماذا تريدون مني؟ يا الله ماذا حدث كيف تغير صوتها كيف تتكلم بهذا الثبات، قطع تفكيري الشيخ وهو يقول لها بصيغة المذكر ماذا تريد منها أنت، فإذا بالخالة تدفع كل من كان يمسك بيديها ورجليها ثم تدفع الشيخ من على صدرها وتجلس متربعة كجلسة الرجال وترفع يدها باتجاه الشيخ وتردد ما قال وتقول بصوت رجل في غاية الوضوح (اللهم بحق اسمك المكنون ما بين الكاف والنون جبريل عن يميني وميكائيل عن يساري وإسرافيل من خلفي ومحمد صلى الله عليه وسلم أمامي !!).. ولكنها أضافت عليها (3) كلمات لم تكن بالعربية فماذا كانت هذه الكلمات وبأي لغة وماذا تعني ولماذا أضيفت وماذا نتج عنها؟ (اهياش ٍ.. اهيل ٍ.. ياهٍ).. هذه الكلمات الثلاث أضافتها وفجأة وقفت الخالة وأخذت تضحك بشكل هستيري ثم سقطت على الأرض مغشياً عليها، حاولوا إيقاظها ولكن الشيخ طلب منهم أن يتركوها على حالها وأخذ يسأل عن قصتها بأدق التفاصيل وكأنه كان يبحث عن معلومة معينة، فأخبروه بوفاة ابنها ووفاة خالها العم سالم وقصة اللودر و(قصرالملوك)، فطلب منهم أن يأخذوه إلى ذلك القصر، وعندما سألوه بدورهم عن حالها قال إن هذه المرأة واقعة تحت ابتلاء عظيم، فقط خذوني إلى ذلك المنزل وسوف أساعدها وبدون ذلك لن أستطيع أن أفعل شيئاً، ولكنهم أجلوا الرد عليه للتشاور. ثم أخذوا الخالة خضراء وهي على حالها وعادوا للقرية ومضى أكثر من يومين والنقاش يدور بين كبار أهل القرية حول موضوع السماح للشيخ بالقدوم للقرية وزيارة (قصر الملوك) أم لا، وبعد أيام فوجئنا بخبر يقول إن الشيخ تم القبض عليه واتضح أنه ساحر وليس بشيخ كما يدعي (رغم أن الناس كانت تتكلم عن بركاته) سبحان الله . القارئ الكريم سينتقل الراوي بعد ذلك للمرحلة الثانية والتي كان فيها أقرب في التعامل مع عالم الجن، وهي مرحلة ما بعد القرية و (قصر الملوك) الذي سيدخله بعد أكثر من (20) سنة وستكونون معه لتروه من الداخل وتسمعوا ماذا حدث فيه، مرت الأيام والشهور والسنين وبدأت الأحداث تتراجع ثم تتلاشى، وبعد فترة توفي أبي رحمه الله وأصبحت يتيم الأب والأم وليس لي بعد الله سوى أخت واحدة متزوجة تعيش خارج القرية والقليل من الأقارب، فسكنت عند عمي وأنهيت المرحلة المتوسطة بعد عناء وتعثرات أكثر من مرة، غادرت بعدها القرية إلى جدة للبحث عن عمل وبعد مرمطة عملت في الجمارك وبقيت في جدة ست سنين علمت خلالها بأن الخالة خضراء ماتت محترقة في منزلها، البعض يقولون إنها هي من أشعلت النار في نفسها (أسأل الله لها ولكل موتى المسلمين الرحمة والمغفرة). بعد ست سنوات أصبح لي في جدة الكثير من الأصدقاء والمعارف . مرت الأيام هادئة لا شيوخ ولا سحرة ولا مشعاب البئر ولا (قصرالملوك)، إلى أن أتاني في أحد الأيام أحد أصدقائي وأخبرني بأن هناك شخصاً نيجيرياً تعطية ألف ريال فتصير ستة آلاف، فيعطيك خمسة في نفس اللحظة ويأخذ ألف وأنه من حسن حظه يعرف سودانياً يعرف ذلك الشخص، فسألته إن كان قد قابل النيجيري أم لا، فقال لا ولكني سنقابله أنا وأنت، فسألته هل أنت واثق منه، فقال إنه مجرب ومضمون. (يتبع)