مرت الأيام هادئة لا شيوخ ولا سحرة، ولا مشعاب البئر ولا (قصر الملك)، الى أن أتاني في أحد الأيام أحد أصدقائي، وأخبرني بأن هناك شخصاً نيجيري تعطيه ألف ريال يخليها ستة آلاف، فيعطيك خمسة في نفس اللحظة ويأخذ ألف، وأنه من حسن حظه يعرف سوداني يعرف ذلك الشخص، فسألته إن كان قابل النيجيري أم لا، فقال لا.. ولكن سنقابله أنا وأنت، فسألته هل أنت واثق منه، فقال إنه مجرب ومضمون على طول، أخذت احسب الحسبة أعطيه ألف يعيدها خمسة، فأعطيه الخمسة فيعيدها 25 ألف، وال 25 الف يعيدها 125الف وهكذا.. إنه ثراء سريع، قال صديقي هون عليك الرجل لا يعمل بأقل من 10 آلاف، لذا أتيت اليك أنت تدفع 5 وأنا 5 ونستلمها بعد دقائق 50 ألفاً.. (كانت أموري المادية ممتازة فأنا أسكن مجاناً في منزل، إضافة الى راتبي كما أنني وحيد ليس عندي اي التزامات). ذهبنا للقاء صديقه السوداني، وأخذ يخبرنا عن قدرات صاحبه النيجيري، كنت متلهفاً للقاء ذلك النيجيري، فطلبت مقابلته فقال لنا السوداني، الأمر ليس بهذه البساطة، يجب أن أخبره أولاً وأحدد لكم موعداً، وانتظرنا يوم يومين، وأنا لم يعد لي هم سوى هذا الموعد، وأخيراً أخبرني صديقي بأن الموعد تحدد مساء غدٍ في منزل صديقه السوداني، ذهبنا على الموعد وكان النيجيري لم يصل، بعد دقائق دخل علينا شخص ضخم على وجهه علامات كالخطوط، ويتكلم العربية بشكل مكسر، فسلم علينا فقلنا له إننا جاهزون والفلوس معنا، فقال ليس بهذه السرعة فنحن لم نتفق بعد، فقلنا ماذا تريد قال أريد أن أعرف كيف ستتصرفون في المال، لأني سوف اتحمل المسؤولية أمام الله اذا صرفتموها في معصية الله . أعجبني الكلام، ولكن شكل الرجل لا يدل على التقوى أبداً أبداً، ثم قال هناك ثلاثة أيام يجب عليكم أن تتصدقوا فيها كل يوم بريال، وأن تحافظوا على الصلاة في المسجد، ثم نتقابل بعدها ونقسم قسم الإخلاص ونتعاهد، لم أفهم جيداً ولكني كنت مقتنعاً فاتفقنا أن نعود بعد 3 أيام بعد صلاة العشاء، وطلب منا أن نحضر معنا شنطة ونفذنا ما طلب منا، وعدنا في الموعد المحدد، فأدخلنا غرفة شبه مظلمة بها شمعتين، ثم طلب من صديقنا السوداني مبخرة القى فيها ببعض البخور، وأخذ يردد عبارات لم استوضحها، ثم جلس أمامنا ومد يده فمددنا أيدينا على يده فردد بعربية مكسرة قسم لا أذكر معناه أننا نتعاهد على الإخلاص وكتمان الأمر، وأن نتصدق من هذا المال، وأن لا نصرفه في معصية، ومن هذا القبيل، وكنا نردد خلفه، ثم طلب منا أن نفتح الشنطة ونضع فيها الفلوس، وفعلنا، فقام ووضع يده على الفلوس وأخذ يردد كلاماً غير مفهوم، ثم أغلق الشنطة، وبعد أقل من خمس دقائق فتحها، وكانت المفاجأة أن الشنطة مليئة بالفلوس، نعم فلوس حقيقية لمسناها بأيدينا، ما هذا الذي يحدث أنه أمر لا يصدق ولكنه حدث . حمدنا الله فطلب منا أن نقوم ونصلي ركعتين شكرا لله، صليت ركعتين لا أعلم ماذا قرأت فيها، فقد كان كل تفكيري في الفلوس، وكيف أنها ستتضاعف، وسأصبح ثرياً أقضيها سفريات وهلس وخلافه، أنهينا الصلاة والتفتنا الى الشيخ النيجيري، فنظر إلينا وقال ماشاء الله ماشاء الله الجن مبسوط منكم كتير كتير، وسوف يضاعف لكم المال عشر مرات وليس خمسة فقط، وأقسم أن هذه أول مرة تحدث معه، وهذا دليل أن قلوبنا طاهرة، وأن نوايانا سليمة، وقد صدقنا ذلك رغم أننا نعلم بأن قلوبنا ليست طاهرة ونوايانا ليست سليمة.. يتبع... ورغم أننا تناولنا هذه الموضوعات، ومثلها في العديد من الصحف، إلا أن الكثير من الناس وللأسف حتى المثقفين يقعون في شراك هؤلاء السحرة والمحتالين، وستتوالى نشر العديد من الرويات التي كنت شاهداً عليها أنا كاتب هذا المقال- وجميعها كانت تنتهي بغش الضحية، وأخذ مالها بالباطل- هنا وفي قصص مختلفة، عن السحر والجن وأساليبها في الأعداد القادمة إن شاء الله.