حدد المشير عمر البشير رئيس الجمهورية اليوم آخر موعد لتوقيع اتفاق سلام دارفور مع الحركات المسلحة بالدوحة، وهدد بسحب وفد الحكومة التفاوضي إن لم يتوصل لاتفاق اليوم، مثمناً مجهودات قطر في استضافتها للمفاوضات والصبر عليها. وقال البشير في مخاطبة مليونية للجماهير التي احتشدت أمس بمدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور: سننقل التفاوض إلى دارفور إن لم نتوصل لحل اليوم، مؤكداً أن السلام سيأتي من أهل دارفور الغبش «الواطين الجمرة» ولا يأتي من ناس الفنادق الخمسة نجوم، وأضاف «قاعدين مرطبين في الفنادق» وناس هنا «تتقلي» بالنار، مؤكدداً توجيه جهد الدولة بعد اليوم للطرق والمدارس والجامعات وتعمير القرى، وزاد «مافي زمن بنضيعوا تاني والبشيل البندقية بنوريهو»، قاطعاً بدعم صندوق إعمار جنوب دارفور، وتابع «العافية درجات وبفصل فصل وكيلو كيلو وعنبر عنبر يمكن تعمير الإقليم».وقال بعد اليوم لن نقبل أي إعانات وإغاثات «ما دايرين أهل دارفور يتلقوا الإغاثة زي الشحادين».وجدد البشير مباركته انفصال الجنوب إن كان خيار شعب الإقليم، واعداً بتقديم المساعدات لدولتهم الجديدة، مؤكداً تطبيق الشريعة الإسلامية بالشمال رغم أنف الرافضين، مشيراً إلى أنها كانت مضمنة في اتفاقية نيفاشا التي وقع عليها الراحل د. جون قرنق وشهودها من المجتمع الدولي، وقال كل القوى السياسية في الشمال منذ «1955م» بما فيها الصادق المهدي والميرغني شركاء في نتيجة الانفصال وليس المؤتمر الوطني لوحده، معرباً عن دهشته لقوى سياسية تاريخها مبني على الدين ويكون ناطقها الرسمي فاروق أبو عيسى، ودعا القوى السياسية جميعها للحساب مع المؤتمر الوطني، مؤكداً أنها وافقت على تقريرالمصير للجنوب، متحدياً الحكومات السابقة في أن تكون قد قدمت ما قدمته الإنقاذ، مرحِّباً بإسدال الستار على الصراعات القبلية بجنوب دارفور.وفي السياق ذاته أصدر والي جنوب دارفور د. عبد الحميد موسى كاشا قراراً بإنشاء نفرة شعبية لإعمار الولاية بمبلغ (5) مليار دولار يساهم فيها الخيرون من أهل السودان والأشقاء، مؤكداً أن ميثاق الشرق والسلام الاجتماعي بين قبائل الولاية لوقف نزيف الدم والدموع حتى تتفرغ حكومته للتنمية. من جانبه أشار رئيس مجلس الحكماء بالولاية الشرتاي إبراهيم عبد الله لخلو الولاية من الصراعات القبلية، موضحاً إقامة (61) مؤتمراً للصلح، منوهاً إلى أنهم يحتاجون للمصادر المالية لدفع الديات، منادياً رئيس الجمهورية لفتح أبواب الخير للمساهمة في الديات.