المعارضة القديمة بأحزابها التقليدية وما يسمى بشرائح اليسار وتجمع المعارضة المخالف.. يدفعون بشريك السلطة الحركة الشعبية للضغط على المؤتمر الوطني لتمرير الأجندة التي تخدم مصالح المعارضة بكل أطرافها.. من أجل كسب أرض في الشمال وجيل جديد نشأ خلال العشرين عاماً الماضية.. وهذا ضرب من المحال.. حيث إن الجيل الجديد نشأ وترعرع في كنف نظام حكم (المؤتمر الوطني) ينجز ويبني ويعمر.. وإنجازاته تتحدث عن نفسها.. ومع مكر ودهاء المعارضة التقليدي تقف الحركة الشعبية مستعدة لأي تحالفات ليس من أجل مصلحة المعارضة الشمالية.. لكن من أجل الكسب الشخصي (وتكبير كومها وخلق شخصية محلية وإقليمية وعالمية.. لكن الحركة الشعبية أظهرت ذكاءً فاق خبرة وعقلية رموز المعارضة الشمالية.. ورغم المحاولات الجارية لإضعاف النظام واسقاط القوانين التي تحمي المواطن والوطن.. ونذكر هنا على سبيل المثال قانون الأمن والمخابرات الذي تسعى المعارضة الشمالية جاهدة لإضعافه وتفريغه من محتواه.. وتنادي بحصر القانون في مهمة جمع المعلومات وتجريده من سلطاته.. لتجد فرصة إذا تحقق ذلك عبر البرلمان والقوى الواهنة للمعارضة داخل البرلمان تنتهز الفرصة عبر إثارة القلاقل في الشارع السياسي والسعي نحو تسيير المظاهرات للوصول الى مآربها.. لكن المعارضة التي غاب عنها الوعي والإدراك تنسى في نفس الوقت أنها تنازل حزباً أكثر شراسة ويمتلك من الإمكانات ما يكفي لإفشال مخططاتها.. ولعل أحداث الأيام المنصرمة أثبتت أن المعارضة تدفع الحركة الشعبية لتبني لها وجهة نظرها وعند اللحظة القاتلة تترك الحركة الشعبية (دون سند) في مواجهة المؤتمر الوطني. ü عموماً إن من ينادي بالسودان الجديد لا بد أن يمتلك من المؤسسات القوية وعلى رأسها جهاز أمن مقتدر له صلاحيات تحجيم وحجر أي قوة تحاول التخريب والتدمير وتعريض الأرواح للمخاطر.. لا جهازاً مهمته سلمية كأي كلية من كليات الجامعات التي تعمل في البحث العلمي والتحليل.. إن الهدف من الهجوم على قانون الأمن واضح وإن وراء حملة العبث التي تقودها المعارضة بكل شرائحها والحركة الشعبية كرأس رمح يتقدم وفد المعارضة ليشعل الشرارة الأولى لتحقيق حلم المعارضة لا يخدم أغراض الحركة الشعبية وتطلعاتها المستقبلية بل تعاونها وتنسيقها مع المعارضة الشمالية ذات الأجندة الخاصة للانفراد بحكم الشمال وإعطاء الجنوب للحركة الشعبية مع تغيير لافتة نيفاشا بلافتة أخرى مع إعطاء الجنوبيين مزيداً من المزايا والامتيازات بالشمال.. وإن الخبراء والعارفين ببواطن الأمور والعقول المتفتقة تعلم تماماً أن المعارضة الشمالية بشقيها التقليدي واليساري.. تريد إعادة مسلسل الانتفاضة الإبريلية.. وتلغي جهاز الأمن الحالي وتجعله مؤسسة بحثية لجمع المعلومات والتحليل وما أشبه الليلة بالبارحة وتدخل البلاد في دوامة الاضطرابات وتعم الفوضى ونشهد غزوا جديدا من الجواسيس والعملاء.. ونقول لا للمعارضة في اتجاهها ولا للحركة في نواياها الرامية لأفريكانية السودان.