منذ الصباح الباكر ليوم أمس السبت توجهنا لمنزل الأستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية، عدد من الصحافيين وكتاب الزاويا ومجموعة صغيرة جداً من التنفيذيين بولاية الخرطوم والنهضة الزراعية ود. فيصل حسن إبراهيم وزير الزراعة ود. عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم الذي حاصر الصحافيين بالأسئلة عن توقعاتهم الخاصة لمآلات الأوضاع في مصر، وهل الإجراءات التي اتخذها الرئيس المصري تكفي لنزع فتيل الأزمة أم الأوضاع في طريقها للتصاعد بعد ليلة الجمعة التي حظيت بمشاهدة غير عادية لقنوات التلفزة!! وأعادت للرئيس حسني مبارك قصة «الكاكي» وقد وصفته أجهزة الإعلام المصرية بالحاكم العسكري لإضفاء قوة على سلطة بلغت من الوهن ما جعلها عاجزة عن التصرف بحكمة وعقلانية!! استقبل علي عثمان ضيوف منزله بحفاوة بالغة وهو يرتدي قميصاً أبيض بأخضر وبدا عليه الشباب كأنه يبعث برسالة إعلامية تقول «نحن يادوب ابتدينا».. وفي «الفيس بوك» دعوات وتحريض للشعب السوداني ليخرج مثل المصريين والتوانسة، ولكن الشعب السوداني أكثر وعياً من الشعوب العربية من طنجا حتى عمان.. وللتدليل على ما نقول فقد استقبل المزارعون في مشروع السليت الرجل الثاني في الدولة وحزب المؤتمر الوطني بابتسامات الرضا وهي أغلى من الهتافات.. وعلى متن «حافلة» أفراس غير مظللة ولم تحجب القيادات بالستائر السوداء أو «تراسانات» القوى العسكرية.. دليل عافية وصحة جيدة للنظام السوداني حتى اليوم!! بدأت رحلة شرق الخرطوم وغرب البطانة عند مشروع السليت الذي كان في الماضي مثل مشروع شرق جبل أولياء الشهير «بسندس» ومديره السابق الصافي جعفر وما أدراك ما حقائق الرقائق.. بيد أن مشروع السليت ضخت فيه ولاية الخرطوم الماء.. وحينما اقتربت حافلة النائب علي عثمان من محطتها الأولى لتفقد حظائر تربية الحيوان من الماعز وحتى الأبقار التي تدر اللبن قال د. عبد الرحمن الخضر إن وزارة الكهرباء مدت مشروعات غذاء الخرطوم بالكهرباء وشاهدنا أعمدة خضراء جديدة تسر الناظرين لا زال «حفرها جديداً». حاول وزير الدولة بالكهرباء الدفاع عن «تقصير» وزارته في إيصال الكهرباء للمشاريع الزراعية، وبدلاً عن الإجابة المباشرة على سؤال وجهته إليه «آخر لحظة» عن السبب في قصور امداد الكهرباء خاصة لمشروعات غرب أم درمان والوزير الصادق محمد علي طاف بعيداً عن الإجابة حتى همس إليه النائب علي عثمان بالرد بصراحة، فقال إن وزارته حالياً تنفذ مشروع شراكات وتجميع حتى تقلَّل من تكاليف توصيل الكهرباء للمشروعات الزراعية، ولسبب ما ابتسم المهندس عبد الجبار حسين الأمين العام لمشروع النهضة الزراعية.. فنهض الوالي عبد الرحمن الخضر بنفسه لتقديم دفوعات عن مشروعات ولاية الخرطوم لتأمين الغذاء والخضروات.. والوزير صديق الشيخ «البطحاني» يعتبر الزراعة تحت سقوق البيوت المحمية هي ما يحمي صادر العجور والطماطم والباذنجان وقريباً الموالح.. بدا النائب علي عثمان حريصاً على متابعة معرض الشركات الخاصة بالسليت والإصغاء للأطباء والزراعيين وتشجيع القطاع الخاص الذي أخذ في التنامي بولاية الخرطوم خاصة مشروعات الخريجين، كل ذلك قبل الوصول لحدائق آل البرير على طريق العيلفون.. وغداً نعود إن لم تحاصرنا الأحداث في مصر وتبلغ مرحلة الخبر الصاعق للبعض و«الخبر الخبر» للبعض الآخر!!