قطع الفريق صلاح عبدالله قوش مستشار رئيس الجمهورية بأن المرحلة الحالية تتطلب طرح المشروع الحضاري وتجديده ليقوم بمفاهيم جديدة للمجتمع السوداني. وتمسك قوش لدى مخاطبته أمس قواعد المؤتمر الوطني في اللقاء التفاكري الذي أقيم بالمركز العام للحزب بقوانين الدولة والمؤسسات القائمة لبناء دولة جديدة قوية داعياً لإدارة حوار وطني وفق ثوابت الشريعة الإسلامية، مشترطاً أهمية توسيع قواعده لتشمل القوى السياسية التي قال إنه في حال ثبوت ضعفها ينبغي إشراك قطاعات الشعب السوداني في ذات الخصوص. وأكد قوش أن أمام الدولة الجديدة (3) مواقف ستتعامل معها منها الموقف الداخلي والإقليمي والدولي، مشيراً إلى أن القوى السياسية تنقسم إلى تيارين أحدهما متطرف ويضم المؤتمر الشعبي والحزب الشيوعي والآخر معتدل ويضم حزب الأمة القومي والاتحادي الأصل موضحاً أن التيار المتطرف يسعى في برنامجه لإسقاط النظام أما المعتدل فمواقفه متباينة حول الموضوع. وكشف قوش عن تباين الخيارات داخل الإدارة الأمريكية حيال التعامل مع السودان مبيناً أن التيار المتشدد داخل الكونغرس يرى ضرورة إسقاط النظام بينما التيار الثاني يؤكد على ضرورة اتباع سياسة مهادنة معه لحين إسقاطه تدريجياً ولكن التيار الثالث يدعو إلى التعامل مع النظام لتفكيك بؤر الإرهاب في منطقة القرن الأفريقي حفاظاً على الأمن القومي الأمريكي. وأكد قوش أن واشنطن تسعى في المرحلة القادمة لحث الشمال على دعم الدولة الوليدة تحت دعاوى سحب اسمه من ملف الإرهاب والديون موضحاً أنهم يسعون لاستلام فاتورة الانفصال وتقديمها للشعب الأمريكي باعتبار أنهم قد استطاعو إنقاذ الجنوبيين المسيحيين من الإسلاميين المتشددين العرب، مبيناً أن واشنطن تعي تماماً أن الشمال قد يحرق الجنوب إذا ما لم يكن مستقراً. وفي ذات السياق أكد قوش أن المؤتمر الوطني قدم العديد من التنازلات للحركة الشعبية خلال اجتماعات اللجنة المشتركة لدعم الوحدة، مشيراً إلى أنهم تنازلوا عن البترول ووافقوا على وجود الجيش الشعبي لمدة (10) سنوات بعد الاتفاقية لكنهم رفضوا كافة المقترحات وطالبوا بأن يكون نظام الحكم في الشمال علمانياً مؤكداً أنهم رفضوا المقترح وقبلوا بالانفصال.