إرادة أخرى تحركت وتوقف العقل عن التفكير والنفس عن الرضا، الإصرار على تغير الحال حتى لو التغيير ليس وردي اللون، والمستقبل غير واضح وقاتم غير واضح المعالم، ولكن إحساس الإنسان بأن التغيير فيه بعض الأمل وقوه دفع جديدة لتكملة باقي مسيرة الحياة ومحاولة الرفض والتعبير فيه مردود للكرامة ولو القليل منها - شعب مصرغني عن التعريف.. وشهادتي مجروحه.. فهو أبي وصانع التاريخ.. فهذه الأمة تصنع التاريخ صناعة وكأنها متخصصة في سرد أحداث التاريخ والتغيير.. وتعديل.. وتلقين الدروس. أما يكفيها فخراً تأديبها لإسرائيل ومازالت هناك قصص لم تروَي.. وما زال في الغد كثير من القصص ما زال العالم محتاراً في إرادة هذا الشعب الذي إذا أراد الحياة يقتلعها ولا يأخذها. أليسو هم أحفاد لأجداد ما زال العالم محتاراً في براعتهم التي هي قبل مئات القرون.. وإرادة ساحقة الظروف والبيئة.. الأهرامات تحكي لكل من يحاول النسيان.. وتقول هأنذا رمز هؤلاء فهم مثلي، بل أقوى مني بكثير. نعم أثبتوا أنهم أقوياء من قبل تلك الأحداث، فيكفي دحرهم لقوى تظن نفسها الأقوى الآن، فللعبور قصة تروى وما زال النيل يجري حاملاً أسرار هذا الشعب الكبير لم يسردها وما أظنه فاعل.. فبينه وبين مصر قصة.. فهي آخر محطة لرحلته نحو المحيط ولكنها أوقفته كثيراً كثيراً.نضال مصر لم يبدأ قبل أيام، فمصر دائماً تناضل.. ففي تاريخها نصر وهزيمة ولا تستسلم لهزيمة.. فالعبور يكفي لأن يحكي عن الإرادة المصرية.. ومهما كتبت القصص ودارت عدسة كاميرات الأفلام.. فتوجد هناك أسرار لم تروَي.. وأسرار خافية.. فمصر ملهمة الأسرار.. فما زالت لقصص جواسيسها علامات استفهام لم تحل.. رأفت الهجان ما زال لغزاً كبيراً وصفعة قوية على خد إسرائيل. شهادتي مجروحة في دولة كبيرة وأم الدنيا. صبرت الأم وانهزمت لحظات وانتصرت باقيها.. ما زال النيل يجري ويحكي..مطالب محددة وواضحة.. فشعب مصر لم يخرج للشارع ليهزيء.. لقد وصلت آلامه حد الانفجار.. وما بقيّ صبر.. لقد مست كرامتها ولا أظن أن بعد الكرامة شيئ. نحن هنا في السودان وكل فرد فيه يتألم لخسائر الأرواح وينظر بترقب وأمل.. لا نريد لك خسائر ولكن ثمن الحرية غال.. نتمنى أقل الخسائر لك.. فثورتك ستأخذ الكثير كالطوفان. ما زالت أم الدنيا وما زلنا أبناءك إلى النضال المصري الأبي.. إلى كل مصري يناضل من أجل حقوقه.. إلى أرض مصر إلى أمنا قلوبنا معك وعيوننا عليك بتوجس وخوف.. الله ينصرك يا مصر.. نتركك للأول والآخر فسينصرك في الأول والآخر بإذنه.. إليك يا أم الدنيا خاطرة.. يمكن للإنسان أن يتحمل ضنك العيش وقسوة الظروف.. ولكن الذي لا يمكن تحمله، المساس بالكرامة بأي شكل من الأشكال.