لا زال الحديث مبكرا عن تحقق حلم الوصول إلى لندن، فشباب منتخبنا الأولمبي عند أبواب الدخول، وينتظرون إذنا أخيرا بالدخول إلى لندن. إنتصار مهم وكبير ويمثل واحدا من أهم صور الجمال بلوحة الكرة السودانية متداخلة الألوان، مختلفة التعابير. والإنتصار على المنتخب الغاني، بأرضه ووسط جماهيره له أكثر من مدلول، ويزيد من بريق الصورة التي رسمها ذات يوم الكبار عندما أنتزعوا تعادلا مهما أمام كبار غانا في وقت كل الأنظار كانت تتجه إلى هناك. جاء الإنتصار الشاب، بعد أن وضع المنتخب الأولمبي في الطريق السليم، وهو ما ذكرناه في يوم المباراة صباحا، وعددنا مميزاته، بداية من النسيج المكون والقيادة الفنية التي تعبر عن ثلاثة أجيال، نهاية بالتحضير المتميز الذي أكسب نجوم المنتخب الكثير من الإستقرار والثبات. يضم منتخبنا الأولمبي لاعبين أصحاب مواهب وقدرات طيبة، وقد لعبوا مع بعضهم كثيرا ليكون الإنسجام حاضرا بينهم، ويقودهم خبير فني لعبته الحقيقية إثبات ذات الشباب. إذن من الطبيعي أن يحققوا مثل هذه النتائج المبهرة، ونتوقع منهم المزيد بحول الله وقوته، طالما أنهم قطعوا مشوارا بعيدا في سبيل تحقق غايتهم التي ألتقوا من أجلها وهي الوصول إلى أولمبياد لندن! أتوقع أن يجد هؤلاء الشباب، في مقبل الأيام، كثير أحتفاء، وستكون حولهم هالات مضيئة من أعجاب، ومتابعة أكثر بكثير مما وجدوه قبل السفر إلى غانا، كعادة الأعلام والجمهور هنا. وأخشى أكثر ما أخشى أن يتأثروا سلبا، ويصيبهم إسترخاء مذموم، ليبعثروا أوراقهم بأيديهم، سيما وأنهم ينازلون خصما يملك ثقافة الإنتصار خارج الديار، فهي ثقافة يتربى عليها صغار غانا، وقد أعجبني كثيرا ما قاله مساعد المدرب محسن سيد الذي قال لا مجال للأحتفال الآن، وأنهم فقط قطعوا نصف الطريق ولم يحققوا المأمول، وأن عملا كبيرا ينتظرهم. وما نتمناه أن يكون هو ذات الأحساس المسيطر على لاعبي المنتخب الأولمبي حتى لا يحدث التقاعس ويضيع كل شئ في لحظات. ونزيد على حديث محسن سيد أن المنتخب لا زال يحتاج إلى تدعيم، مع كامل تقديرنا للشباب الموجودين حاليا، وهم من أعتمدت عليهم الإدارة الفنية طوال الفترة الماضية، كما أن الإضافة إن لم تكن مؤثرة قد تخل بإيقاع المنتخب، وربما لا تحدث إي جديد! ولكن إن قدر لشبابنا التقدم حتى أبواب لندن، وتنسموا دعاش الأولمبياد، فإن التدعيم لا بد منه، وتحديدا في خط المقدمة، فهناك أكثر من نجم شاب يمكن أن يحدث إضافة مهمة للمنتخب الأولمبي كمحمد مقدم، وعبده جابر، وغيرهما من الشباب. أحبتي..كتبنا هنا يوم المباراة أننا سنفتتح مشروع الحلم الجميل، ولم نكن نعلم أن المشروع الكبير بدأ قويا، وأن مساحات الحلم إتسعت ..وباتت النظرة إلى الغد ممكنة طالما ان اليوم يعد بالكثير. وحتى يكتمل الحلم..دعونا نرقب معهم لحظات الفرح التي دنت كثيرا لتحقيق إنجاز سوداني غير مسبوق.