* عودتنا كرة القدم السودانية على نبضات نقية في بعض الأحيان، عادة ما تبدأ من السكون ..ثم تأخذ حيزا مقدرا ..سرعان ما تعود بنا إلى ذات النبضات المخنوقة..وكأنما هي لحظات إنتباه ليس إلا! * في غانا ..وعندما كنا نترقب سماع نتيجة لا تتعدى حدود التعادل النظيف ..أو الخروج بخسارة أقل ..كان نجوم منتخبنا الأولمبي يوقدون شموع الفرح..ويرسلون إلى قلب الكرة السودان نبضاً نقياً ..وكان الأمر قد بدأ حينها من السكون! * إنتصار صريح ..وبهدف جميل في نهايات المباراة ..أيقظ الشعور تجاه أولئك الشباب وحرك السكون من حول المنتخب الأولمبي ..لتأتي جولة اليوم وسط صخب الإهتمام الكبير! * وخوفي أن يؤثر الصخب في مردود الشباب ..ويتراجعوا إلى الوراء ويتركوا نبضات خانقة تأخذ طريقها مرة أخرى إلى رئات الكرة السودانية لنعيش في ذات المصير! * بمثل ما امتلك المنتخب السوداني حق التقدم على ضيفه اليوم ..المنتخب الأولمبي الغاني بأرضه ووسط جمهوره بهدف خميس مارتن ..يمتلك المنتخب الأولمبي الغاني ذات الحق! * بل دافع المنتخب الأولمبي الغاني سيكون أعلى ..لأن خسارتهم لم تكن أمرا عاديا ..بل كانت هاجسا أرق مضجع المسؤولين هناك ..والدليل على ذلك إستدعاء شابين آخرين من أوروبا ..وتحديدا من اسبانيا ..والغرض طبعا رد الصاع صاعين للمنتخب الأولمبي السوداني! * فرص منتخبنا الوطني الشاب تبدو أكبر ..وتتسع أمامه أبواب التقدم إلى المرحلة الحاسمة المؤهلة إلى أولمبياد لندن لتجريب حظهم بها ..فإما إكتمال المشوار حتى نهايته ..أو الأكتفاء بما تم كإنجاز يحسب لهم وللقائمين على أمرهم! * يوم مباراتهم الأولى كتبت هنا مؤكدا أن فرصة شبابنا تبدو كبيرة ..لأن ما توفر لهذا المنتخب الشاب ..لم يجده رفاقهم بالمنتخب الأول..بل لم يعثر منتخب أولمبي من قبل على إعداد مماثل وهو في طريقه لحمل لواء الوطن الجميل! * واليوم نؤكد أيضا أن المنتخب الأولمبي بتشكيله الحالي ..يمثل بالنسبة لنا فرصة ذهبية لتكرار إنجازات تكاد تتلاشى بين صفحات التأريخ لعدم التكرار الذي يوقظها من سباتها هناك! * منتخب يضم شباباً عرفوا بالموهبة العالية وهم بصفوف فرقهم وبعد أن شكلوا سويا قوة الأولمبي السوداني ..ويقودهم جهاز فني تتكامل فيه كل العناصر! * الخبرة عند مديره الفني ..سيد سليم ..وعصير التجارب عند مدربه محمد محي الدين الديبة ..وحماسة الشباب عند محسن سيد ..وهذا سر الخلطة الذكية بكل تأكيد! * أحبتي ..ننتظر من شباب الأولمبي اليوم أداء يعكس حقيقة ما دار بغانا ويؤكد أن ما تم لم يكن محض صدفة أو ظروف حسنة إنما كان نتاج جهود كبيرة بذلت وعرق سكب ودماء طاهرة سالت بغزارة! * ونعود مرة أخرى ونفتح أبواب الأمل في منتخب شاب يحمل كل سمات الغد ..ومنه يمكن أن تكون البداية ..وأن تكون تجربته غير تجارب أخرى ذابت وسط نيران الأهمال! * وهذا بالطبع رهين بالإنتصار على الأولمبي الغاني ..وهو أمر ليس سهلا بل غاية في التعقيد لكون شباب غانا ينحدرون من سلاسة متطورة لا تعرف حدود جغرافية ..ولا يهمها الزمان ..إنما هي جيل عرف أن لكرة القدم أهدافاً يجب أن تتحقق ..بأرضهم وخارج أرضهم ..وهي لغة الكرة العالمية الآن. * وقد سبقهم إلى هذا شباب منتخبنا الأولمبي ..وبكل تأكيد سيرتكز كل بحثهم اليوم على رد الصاع بصاعين ..فالحذر ثم الحذر ..حتى لا ينتهي كل شئ!