قال صاحبي وهو يرتشف كباية الشاي ، هل سمعت بحكايات المافيا في السودان ، في تلك اللحظة فتحت خشمي أربعة وعشرين قيراط وظهرت أسناني المكسرة وسألته ( ما فيا شنو... يا زول... أنت عندك سلك عريان ... وللا .... شنو ) ، طبعا صاحبي يعجبك في مثل هذه الأمور فبعد الاستمخاخ بالشاي الصاموطي ، قال بالحرف الواحد ( ايوه يا زول مافيا سودانية عديل كده ... هو .. شنو ألبقا ما في عندنا في السودان كل شي موجود بس الضمير يا صاحبي ما في ) ومضى صاحبي في الحديث عن المافيا السودانية ،وقال أن المافيا السودانية اخطر بكثير من عصابات المافيا في صقلية ونيويورك ، وحسب كلامه أن المافيا في أمريكا وايطاليا ودول الاتحاد الأوربي تحصر نشاطها في أمور معينة لكن المافيا في السودان إخطبوط يأكل الأخضر واليابس فهي تحشر انفها في كل شيء وليس لديها ( قشاية ) مرة ، وتسيطر على مجريات السياسة والاقتصاد والإعلام والفن والاجتماعيات ، في تلك اللحظة شعرت أن عقلي أصبح ( ما في ) وطلبت من صاحبي بتاع الشمارات مواصلة كلامه اللذيذ ، يقول صاحبي غفر الله له ، هل تصدق أن الصراع بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني تديره مافيا سودانية من الطرفين ، (كيف الكلام ده يا زول يا مربوش اسكت لا يسمعك واحد يجيب خبرك ) ؟ ، الزول مرة أخرى اعتدل في جلسته وطلب كباية شاي لزوم المخمخة ، وقال بصراحة (الصقور) في طرفي معادلة الحكم يحاولون فرض مرئياتهم على الفريق الآخر ما يجعل المافيا في السودان فريدة من نوعها ، أما في مجال المال والأعمال فان المافيا تفرض عضلاتها ومن ليس لديه عضلات أو ظهر ( حقه راح ) ، ولأن مجال الإعلام يهم العبد لله، سألت صاحبنا عن أشكال المافيا في الإذاعات والمحطات الفضائية والصحافة وعندها أطلق صاحبي الخبيث صرخة من جوه ألجوه وقال ( عارف روحك متشحتفه علشان تعرف تماسيح المافيا في الإعلام ) ، في تلك اللحظة حركت رأسي علامة الموافقة كما يفعل ( الهنود ) ، وهنا ، قال صاحبي المافيا في الإعلام السوداني لا تختلف عن المافيا في الإعلام العربي من البحر إلى البحر ، فمثلا في الفضائية السودانية هناك مافيا ( لسعتها والقبر ) وفي شقيقتها ( الحليوه ) النيل الأزرق مافيا ناعمة تغطس حجر الزول، أما في قناة الشروق التي تحمل شعار شمس السودان التي لا تغيب فالمافيا فيها متعددة الجنسيات ، أي والله متعددة الجنسيات ، على فكرة اذا كان ... وجدي الحكيم واحدا من اركانات المافيا في مصر وسيمون اسمر من اعتي عتاة المافيا الإعلامية في لبنان ، فان أجهزة الإعلام السودانية بها آلاف من عتاة المافيا ، المهم تذكرتالإعلامي زهير الطيب بانقا الذي اغتالت المافيا الإعلامية في التلفزيون القومي طموحاته بعد ان قام بتسجيل اكثر من سبع سهرات لمغتربين سودانيين ومجموعة من الفنانين السعوديين وضاع جهده في الأضابير ... تحيا المافيا السودانية .... بالروح بالدم نفديكي يا مافيتنا