شيعت قبيلة المبدعين يوم أمس الأول فقيد البلاد الدكتور مكي سيد أحمد بعد رحلة طويلة مع المرض دامت لأكثر من عامين، وخرَّج الراحل العديد من الأجيال في مجال الموسيقى والمسرح، حيث تبوأ عدة مناصب قيادية منها عميد معهد الموسيقى والمسرح، ورئيس قسم الموسيقى والدراما والفنون الجميلة بجامعة جوبا، ورئيس لجنة الألحان والأصوات الجديدة، وله العديد من المؤلفات في الهارموني، وأبحاث في خصائص الألحان والايقاعات، وله العديد من الأعمال الفنية منها رواية موسيقة بعنوان (دراما سودانية)، وحاصل على دكتوراة في الفلوكلور والموسيقى. واستطلعت (آخر لحظة) عدداً من زملائه وتلامذته الذين عبرت وجوهم عن الحزن الشديد بفقدهم لأحد رموز العمل الثقافي لمساهمته الكبيرة في الدفع بالموسيقى والدراما السودانية.. وتحدث د. فيصل أحمد سعد بنبرة حزينة وقال: عاصرت الراحل في فترة عمادته لمعهد الموسيقى والمسرح، واستفدنا منه كثيراً فهو فنان مطبوع وصاحب رسالة وإداري من الطراز الأول هاشاً باشاً، كما له مقدرة كبيرة في حل المشكلات والمؤانسة وإشاعة البهجة والسرور، وخرج العديد من الطلاب الذين يشار اليهم بالبنان الآن، رحمه الله رحمة واسعة. ... وعجز الأستاذ محمد شريف علي عن قول كلمة في حق الراحل وقال: لا أعرف ماذا أقول فمنذ أن قابلت الراحل د. مكي سيد أحمد لأول مرة في حياتي أحسست بأنني أعرفه منذ ألف سنة، فهو طيب وودود وهميم وعذب كمياه النيل، وهو فقد كبير للبلاد رحمه الله. ... وأكد الأستاذ جمال حسن سعيد تأثير الراحل في المجال الفني ومساهمته الكبيرة في تطوير الموسيقى والدراما، وقال: عزاؤنا الوحيد في الأجيال المميزة التي أخرجها فهو فقد كبير. وروى دكتور الفاتح حسين حكايته مع الراحل د. مكي سيد أحمد قائلاً: عندما التحقنا بمعهد الموسيقى والمسرح وجدناه أستاذاً فيه، وعلمنا واستفدنا منه كثيراً لمعلوماته وعلمه الثر، فكانت علاقته معنا كطلاب متميزين جداً، ويتفقدنا ويتسامر معنا في الداخلية، ويخفف عنا مصاعب الدراسة، وتم تعييني في فترة عمادته أستاذاًَ بالمعهد رغم صغر سني وقتها، وكنت أحرص على حضور ندواته التي تهتم بالتفكير الموسيقى الجديد، وهذه فكرته من خلال تدوين كل أغنيات الحقيبة، واستخلص سلالم موسيقية خماسية سودانية من هذا التدوين، وسماها بأسماء مطربي الحقيبة كخليل فرح وكرومة.