بلدوزر الإنقاذ (النص من إحدى الصحف السيارة قبل سنوات).. الأستاذ كمال عبد اللطيف عبد الرحيم «ود القشلاق» كما يسمي نفسه، عندما تعتريه غضبة الحليم، وهو يباشر مهامه الصعبة والمتشعبة وزير دولة بمجلس الوزراء.. والقشلاق (منزل رجل الشرطة) الذي يعنيه الأستاذ كمال هو مرتع طفولته في بورتسودان ومن ثم مراحل تعليمه المختلفة، حينها كان الحاج عبد اللطيف رجل شرطة بسيط انتقل بأسرته من أرض «الشايقية» وآثر الحياة مع أبنائه في الثغر الحبيب.. وحياة الوالد البسيطة هي مصدر اعتزاز الابن النَّابه كمال!! في حكومة ال77 وزيراً الأخيرة «جاء في جريدة «الانتباهة» مؤخراً وبقلم المهندس أ. الطيب مصطفى أنهم ثمانون وزيراً!!.. تم تعيين الأستاذ كمال وزيراً لتنمية الموارد البشرية، الاسم جميل والتكليف أجمل وأن تأتي الوزارة متأخرة خير من ألا تأتي. BETTER LATE THAN NEVER اختصاصات الوزارة- كما هو واضح ومن خلال الممارسة حتى الآن- هلامية، وموزعة بين عدد من الوزارات.. فهل يستطيع البلدوزر وبنفس قوة الدفع السابقة، أن ينتزع تلك الصلاحيات من الوزارات الأخرى.. (على سبيل المثال إدارة التدريب وزارة العمل)؟ خلال شهر رمضان الماضي دعا الأستاذ كمال وزراء الولايات المعنيين بالتنمية البشرية لاجتماع تنويري.. حضرت بتكليف من السيد الوالي.. ووصل بعض الوزراء والمعتمدين من الولايات الأخرى. على هامش التنوير باختصاصات الوزارة ومنهجيتها للتواصل مع الولايات، قدمت السيدة «عواطف» وكيل الوزارة، محاضرة شيقة في نفس الأهداف.. نهاية المحاضرة قدمت السيدة «عواطف» مقترحاً لتعيين 14000 «أربعة عشر ألف خريج»، بواقع ألف خريج لكل ولاية على وجه التقريب.. التزمت مباشرة وبثقة وصوت عالٍ بألف خريج- يمنح كل خريج عشرة «فداناً» للزراعة- ورحب عثمان بحاضرة الولاية «دنقلا» ونحن نستعرض الموسم الشتوي للقمح (قبل حوالي 5 أشهر)، قمت بمداخلة (خارج النص) وهي عن فرص التمويل الأصغر للخريجين إذا وفرنا المساحات الزراعية!! فرد الأخ عوض- مشكوراً- بالإيجاب، موضحاً أن البنك الزراعي له صيغة تعاون مع ديوان الزكاة لمعالجة التمويل الأصغر للخريجين! انتظاري هنا وهناك لم يتولد عن شيء، الأيام تمر وأعداد العطالة في تزايد وولايتنا ليست بدعاً ولا استثناء.. بل في لقاء محضور ذكر الأخ رئيس المجلس التشريعي الأستاذ محمد عثمان تنقاسي أن هناك أربعة عشر ألف خريج عاطل بالولاية!في صحيفة «آخر لحظة» بتاريخ الخميس 25 مارس الماضي- العدد 1658 وفي الصفحة العاشرة عنوان عريض ومثير للدهشة «كمال عبد اللطيف: الدولة تتجه بكافة مؤسساتها لتدريب الخريجين»!! حقيقة لم أفهم شيئاً، ففي أول اجتماع مع الأخ الوزير كان الحديث عن «تعيين» وليس تدريباً، كان ذلك في محاضرة مكتوبة أي معلومة موثقة من وكيل الوزارة الناشئة الأستاذة «عواطف». في نفس العدد من «آخر لحظة» وفي الصفحة الثانية، كتب الأستاذ عابد سيد أحمد في عموده «كل الحقيقة»: ü حاجة رابعة: (في كل يوم أحس بأن الإبعاد الذي تم للأستاذ كمال عبد اللطيف عن مجلس الوزراء لم يكن قراراً صائباً، وأن التشكيل الجديد يخطيء إن لم يعد الرجل ليعيد الحيوية للوزارة المهمة). حاشية: إذا كان لي نصف الرأي الآخر- أخي عابد- فأقول إن الأخوين كرمنو ومختار ملآ الساحة في مجلس الوزراء بكفاءة واقتدار، وكلاهما خيار من خيار خلقاً وديناً و«حركة».. ونسأل الله أن يوفق أخانا كمال في الوزارة الأخطبوط الناشئة.. حتى يتحقق لنا انحسار أو زوال الدهشة تماماً وما ذلك على الله بعزيز!! «وربنا ما حَيَّر مؤمن!!» يا كمال.