المتتبع لنتيجة امتحانات الأساس يجد أن هناك فوارق كبيرة بين الناجحين والراسبين، فبينما أحرز طلاب درجات كبيرة جداً تنقص عن المجموع الكامل بدرجات قليلة، نقص آخرون درجات أكثر من نصف المجموع، أي أن الراسبين أيضاً كُثر، وهذا بالطبع لن يدل على أن الرسوب له دلالات أخرى ربما لمستوى الطالب، وهذا أمر عادي، أما غير العادي أن يكون الرسوب لأسباب تتعلق بمستوى المدرسة، أو عدم تلقي المعلم لتدريب كاف يجعله يعطي التلميذ فرصة النجاح، وإذا لاحظنا للنتيجة الخاصة بمادتي الرياضيات والانجليزي، نجد أن نسبة النجاح فيهما «29%» فقط، وهذه نسبة مقلقة جداً لدرجة توجب الوقوف عندها بعدة وسائل من ضمنها التدريب والتعيين بدقة وكفاءة وحصافة، وبامتحانات تصفي غير المقتدرين.. فالتعيين العشوائي غير مطلوب وهذه نتيجته.. سادتي النتيجة جيدة في بعض تفاصيلها، لكن بقية التفاصيل غير مقنعة بل مقلقة.. فنحن قد نفرح بزيادة نسبة نجاح المدارس الحكومية، لأن معظم أبنائنا يدرسون فيها، ومهما كان نجاح المدارس الخاصة لفئة محددة ومعينة.. وفي ظني أن المدارس الحكومية ما زالت تحتاج لكثير من العمل، وإخراج بعضها من ثوب الخاص، بمعنى أن هناك مدارس حكومية تفوقت، وأظهرت تميزها، لكنها استثمرت ذلك النجاح وأصبحت حكراً على أصحاب الأموال، فلا يستطيع أبناء المواطن العادي الدخول اليها لأن دخولها على الأقل «3» ملايين جنيه بالقديم، والذي يدفع أولاًتتاح له الفرصة.. والمتتبع لهذا الأمر يدركه بدون عناء وبالعين المجردة، إذن نحن نريد التفوق لكل المدارس الحكومية، ولا نريد أن يحدث فيها ما حدث في المدارس التي ذكرناها.. فماذا حدث في الدنيا حتى تتفوق المدارس الخاصة على المدارس الحكومية.. سادتي أعيدوا للمدارس الحكومية هيبتها ولتُفعل، فهي الأساس وهي التي تخص المواطن العادي، فلا يمكن أن نتركها كذلك ونتفرج عليها، ونترك القطاع الخاص يستقطب خيرة معلميها.. فهي ذات المباني المؤسسة والمعلم المختار بدقة، وذات الهيبة الإدارية و.. و.. فانتبهوا لها..