رمية تاريخية.. الحضارة النوبية التي عرفها التاريخ القديم كانت ممتدة من أسوان شمالاً، وحتى سنار جنوباً.. وكلمة (أسوان) كلمة نوبية تعني(الماء البائن من على بعد)، لارتفاع مستوى النيل عند الشلال، أما كلمة سنار فهي أيضاً نوبية(قح)، وتعني(قرب الماء)، علماً بأن الحضارة النوبية ارتبطت ونشأت على ضفاف النيل. هذا التمدد النوبي على النيل انحسر لاحقاً بين الشلال ودنقلا العجوز بعد دخول العرب إلى السودان، عبر مصر والذي وجد مقاومة شرسة من النوبة في حرب ضروس في دنقلا العجوز(وفي رراية أخرى في تخوم الخندق)، وانتهت بإبرام اتفاقية(البيت) وتعني (القسمة) بين العرب والنوبة، والتي بموجبها عبر العرب جنوباً إلى باقي السودان(النيلي)، ابتداءً من مناطق أهلنا الشايقية والذي صاروا في واقع الحال (نوبة مستعربة). عفواً للخروج عن النص(عمداً) من أجل الولوج إلى صلب الموضوع، والذي به كنت أمني نفسي أن تكون الولاية الحالية على نحو يضم: الولاية الشمالية من معتمدية حلفا شمالاً وحتى الجابرية. ولاية مروي من معتمدية مروي وحتى(أمري) جنوباً، وبين هذا وذلك تكون قسمة الموارد جميعها من بشر، وأرض، وماء، أكثر جدوى وعدلاً وتجانساً.. وذلك متى ما اكتملت (وتكاملت) مشروعات سد مروي وسد كجبار وسخرت لكل الوطن. المعقول واللا معقول:- هذه القسمة الجغرافية بمواردها العرقية وبثقافاتها المتكاملة، كانت هي الأهون والأجدى في الاستقرار، والتوافق السكاني، وفي التوزيع العادل للثروة، من أرض وماء.. وتلك هي كل المقاصد لإنسان الولاية. إلا أن المعقول واللا معقول كان في الترشيحات لانتخابات (والي) الولاية من ناحية، وانتخابات نواب الولاية (خاصة للمنطقة الشمالية) من ناحية أخرى.. فآلية الاختيار استناداً على المجلس التشريعي بموازناته غير المتصلة بالقاعدة، كانت وستبقى هي(الداء).. وإياكم أعني تحديداً يا من تمثلون المنطقة الشمالية. إن عملية الترشيحات لا تعني أن كل (فائز) فائز، بمجرد عددية، ورقمية الأصوات التي نالها.. فالأمر برمته يستدعى(الاستفتاء) و(الاستقصاء) حول مؤشرات القبول الفعلية وسط القواعد الأصلية الانتماء للمؤتمر الوطني لكي تكون (المحصلة) الفعلية مؤسسة على مبدأ (خيار) من خيار وليس(خيار وفقوس). دون ذلك سيكون حال ومصير (الترابلة الغبش) - بأرضهم التي(جدبت) من شح الماء، الذي أضحى (سرساراً) في مهب ريح صرير عاتية، جراء انتخابات هم ليسوا طرفاً فيها. وكان الله في عونك (يا وطن). عميد (م) علي محمود علي هوشه/ رابطة أبناء القولد من المحرر: نعم كان الله في عونك (يا وطن) وكان الله في عون الغبش البسطاء من أهالي الولاية الشمالية، التي ظلت ردحاً من الزمن تعاني من الحرمان للمشاريع التنموية والاستثمارية الكبرى، بالرغم من أنها بقعة جغرافية تذخر بموارد، أهمها الثروة المائية والزراعية.. وما زالوا الغبش في كل مرة مع مسلسل جاء (والي) وخرج (والي).