الأمن والحرية من أولى متطلبات الحياة لأي إنسان وإذا اختزلنا أحدهما تصبح الحياة جحيماً لا يطاق والاثنان بينهما ارتباط وثيق في حياة الانسان. وأي نظام اجتماعي يضم أفراد أو جماعات وحتى في ممالك الحيوانات لابد من توفر الأمن والحرية لاستمرارية الحياة وتوارث الاجيال. واذا ركزنا على ممالك البشر نجد أن مجموعة من الافراد يعيشون في إطار محدود يسمى حدوداً أو منطقة لها معالمها الخاصة وخصائصها الجغرافية. ولذا فإن الدول تتكون من هذه المجموعات الانسانية تجمعهم سمات وعادات متشابهة في إطار نسيج اجتماعي متعارف عليه، لابد من توفير الحماية الأمن والأمان لافراده زائداً توفير الحرية مربوطة بحرية التعبير دون قيود محكومة بقوانين وشرائع تحددها القوة الحاكمة لهذه المجتمعات. ومن هنا جاء تعريف الدولة فهي المساحة الجغرافية محدودة المعالم التي تعيش عليها مجموعات البشر تحت ظل نظام سياسي معترف به وعضو في منظومة الاسرة الدولية.. وعلاقات دولية متميزة وتبادل دبلوماسي مع اعضاء الأسرة الدولية.. وعلم يرمز لسيادتها وهويتها السياسية. وعلى الذين يطلبون الأمن والأمان مقابل حرمانهم من الحرية لا يستحقون الاثنين معاً وهكذا حال الاصوات النشاز التي تنادي بالانفصال وشرذمة الوطن وتواجد القوات الاجنبية هذه الفئة اكثر الناس تناولاً للديمقراطية والحرية.. فكيف تسقط الحرية من حساباتها وترتضي بالأمن حماية لها وخوفاً من بطش العدو الغاصب المعتدي. أليس من حقنا أن نقول لهذه الفئة الخارجة عن الاجماع الوطني بأي عقلية تفكرين وبأي منطق تتحدثين، تستبدلين الحرية في سبيل حماية نفسها واعضائها.. فالحرية والأمن صنوان لا يمكن الاستغناء عن أي منهما، فلماذا البكاء على الديمقراطية والحرية وفي نفس الوقت القبول بوجود القوات الدولية على شكل استعمار حديث يكبت الحرية ويطمس الهوية ويشوه التراث. عموماً نقول: إن أقصى ما يواجهه الانسان هو غياب الضمير وانعدام الحس الوطني.. وبالتالي يصبح انساناً بلا هوية وبلا وطن ينتمي اليه.. وإن هذه الفئة والتي يمكن تسميتها بالطابور الخامس يجب أن تدرك أن ممارستها اللا مسؤولة لا تؤدي سوى الى اشاعة الكراهية واثارة البلبلة لخلق مناخ عدم الاستقرار في وقت ما احوج السودان الى التقريب في وجهات النظر وتماسك الجبهة الداخلية لمجابهة العدو المنتظر دفاعاً عن الوحدة والحرية والكرامة والأمن وتقرير المصير. وأخيراً وليس آخراً السودان وطن للجميع وأن هذه الفئة النشاز جزء من نسيجه الاجتماعي لكنها يجب إلا تشذ وتخرج من بوتقة المواطنة. وفي خضم الظروف الحرجة والمناخ المشحون بالاحتقان السياسي.. نقول لكافة جماهير السودان أن تتضافر جهودهم وتتشابك الايدي لدرء المخاطر التي تحيق بالوطن وعلى الدولة توفير الأمن والحرية لمواطنيها أولئك المتمسكين بتراب الوطن مضحين بما لديهم من غال ونفيس من أجل الارض والعرض والشرف والتراث.