كثير من العامة يعتقدون أن ما نكتبه في الصحف مجرَّد حبر على ورق لا يلقى إلتفاتة من مسؤول أو انتباهة من سلطات، بينما الواقع يؤكد غير ذلك، والشواهد نلمسها ونحسها في قرارات الاستجابة ومن خلال الاتصالات الرسمية التي تتم بنا كل يوم وآخر(متبنية) وجهة النظر التي طرحناها أو(موضحة) لوقائع يرون أهمية نقلها لنا (أو.. أو.. أو) إلى آخر أشكال ردود الأفعال التي يعرفها الصحفيون،وأحمد الله أنني من خلال هذا الباب ظللت أجد استجابات كثيرة من أعلى المستويات إلى أدناها، وكلها تؤكد أن ما نكتبه مهما كانت حدته لا تغفله الجهات المعنية بل تقوم بدراسته وتتخذ فيه القرارات،وقد اتصل بي أمس مسؤول كبير بالبنك العقاري مشيداً بما أسماه الجرأة التي تناولنا بها بيع الحكومة للبنك العقاري لرجل الأعمال السعودي(الجمعة) والذي أوصله درجة من التردي لا تحتمل(الفرجة)على مرفق حيوي وقال إن بنك السودان بعد مقالنا(من باع البنك العقاري) سارع بالفعل وأعاد البنك، بل تبني مقترحنا بأن يكون البنك بعد إعادته ساعده للأمانة العامة للإسكان والتعمير، وأن ترفق أموال تلك المؤسسة في البنك لإعادة الحياة والحيوية إليه ،وأوضح المتصل أن كل ما أشرنا اليه قد تم ،بل تم تعيين د. غلام الدين عثمان رئيساً لمجلس الإدارة وأنه قد باشر عمله بالفعل ،فسعدت للخبر،لأن بنك مثل البنك العقاري بأهميته في هذه المرحلة التي تتبني فيها الدولة مشروع الإسكان ،لا يمكن أن يباع لفرد، و(الجمعة) مع تقديرنا له فهو غائب عن الإشراف على استثماراته في العالم ،وأن المؤسسات التي اشتراها في السودان كلها تعيش حالياً حالة تعثر محزن بعد أن كانت في السابق من المؤسسات الحكومية الحية.. فالأسواق الحرة كانت تنبض بالحياة أما حالها الآن يجعلنا نقول الله يرفعها، وليت ما تم في البنك العقاري يتم فيها وتتدخل الحكومة بشكل يجعلها الشريك الأكبر وليتها أيضاً تتدخل في فندق قصر الصداقة الذي أشتراه(الجمعة) أيضاً ،وظل متعثراً باستمرار فكل هذه المؤسسات تمَّ بيعها بدون دراسة ولم تباع بواسطة لجنة التصرف في مرافق القطاع العام. وأرى أن (الجمعة) الذي وافق على إعادة 66% من الأسهم في البنك العقاري للحكومة، لن يمانع بعد فشله في الأسواق الحرة وفي قصر الصداقة في أن يعيد أغلب الأسهم.. المهم أن البنك العقاري الذي كانت إعادته أمنية قد أعيد بالفعل منذ أيام وعين له مدير منتدب من البنك المركزي ،وجاء غلام بخلفيته المصرفية الطويلة رئيساً لمجلس إداراته، في إطار مساعي بنك السودان للنهوض بالبنك الذي يحتاج إلى إصلاحات عاجلة حتى يعود إلى صف المصارف الفاعلة خاصة في مجال الإسكان الذي نجح فيه بنك الخرطوم ودخل فيه بنك السلام ،بينما تعثر البنك العقاري بفعل السياسات التي كانت متبعة، حيث كشفت المصادر أنه كان يعمل ليعالج مشكلات مؤسسة خاسرة تتبع لمالكه السابق. أخيراً: وعلى ذكر سعادة الكاتب بتأثير ما يُكتب، فقد سعدت بتبني والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر للمقترح الذي تقدمنا به بتشكيل لجنة من الخبراء(علي شمو) وغيره للنظر في وضعية تلفزيون الخرطوم حتى يكون جهازاً فاعلاً واسع البث والتأثير، فقد قال الوالي في مؤتمره الصحفي الأخير :إن اللجنة إذا ما قررت أن يكون البث أرضياً ،أو أي خيار تراه فإنه سيتبنى التوصيات .وقطعاً أن التلفزيون بشكله الحالي لن يعين إدارته على جلب موارد مالية من الإعلان، ويكون عبئاً ثقيلاً على ميزانية الولاية كما لابد من توسيع ورشة التقييم والتقويم حتى تخرج بتوصيات تراعي كل شئ.