كنت وما زلت أخشى الكتابة عن «ود سيد أحمد».. لست أدري مم الخشية.. لكن كما تقول المقولة الشائعة..«لا بد من ما ليس منه بد».. الحديث عن مصطفى حديثٌٌ يتشعب ويتفرع.. ماذا كان يريد أن يقول أو ما قاله.. ما هو الشيء الذي أراد مصطفى أن «يُعلِّمه».. أقول يُعلِّمه لأنه يمثل عندنا معلماً وأستاذاً شأنه شأن المعلم «كنفيشيوس».. معلم الديانة «البوذية»، مصطفى كان يعلمنا معنى الحياة.. معنى الإنسانية.. وقبول الإنسان كونه إنساناً.. «كانوا إخواناً في الإنسانية.. قعدت معاهم واتفاكرنا..».. حب الوطن.. ترابه.. نيله.. شجره.. إنسانه.. «ماني غرقان في التمني.. ولأني سابح في الأماني.. زارني خاطراً بل شوقي واحتواني.. النخل إتلاقى غنا.. وردد النيل الأغاني.. النجوم لامع بريقا.. الورود النايمة فاقت عطرت كل الجزائر بي رحيقا..» عن النستولوجيا النبيلة .. «يا وطن عز الشدائد».. عن الفقراء والمساكين.. «تعالوا.. أيها الجوعى تعالوا أيها الفقراء..» لنمد الأيدي نحو الشمس للدفء.. للحب والحبيبة والمشاعر الرقيقة النبيلة.. «حاجة زي نقر الأصابع لما ترتاح للموسيقى».. «واتخيلك.. يا حلوة زي نسمة سحر..».. «لسة بيناتنا المسافة.. والعيون واللهفة والخوف.. والشجون».. حقيقة يجب أن تدرس أغاني ومفردات مصطفى سيد أحمد لأنها ببساطة «منهج حياة».. حياة جديدة ملؤها الحب.. الآمال.. والأمان.. والسلام، وتحضرني هنا طرفة إن جازت أن تكون كذلك.. حكاها لي أحد الأصدقاء «جاء أحدهم عند ما كان الناس ينتظرون جثمان مصطفى فوجد مجموعة تجلس حيرى.. فسألهم عن شأنهم فقالوا.. إن جثمان مصطفى في طريقه إلى الوصول ويريدون أن يحتفوا به على طريقة خاصة.. فقال لهم بسيطة.. احملوا الجثمان على أكتافكم من هنا.. حتى ود سلفاب..». ما نريده فعلاً معرفة ما كان مصطفى يريد قوله.. لسعة: «عد فات زمن العيون الإلفة والحضن الملاذ.. ورهافة الحسن البلون ضحكة الناس العزاز».. أحمد جادين