فجعت الكرة السودانية في رحيل اللاعب النيجيري السوداني ايداهور بعد أن سقط مغشياً عليه في مباراة فريقه أمام الأمل عطبرة وعمت الأحزان كل الأوساط الرياضية لأن الاجماع ظل رائعاً حول اللاعب فنياً وخلقياً وظل مشواره مع المريخ حافلاً بالعطاء وكان قدوة في الالتزام والانضباط بجانب ظهوره الرائع كهداف ماهر وقناص لأنصاف الفرص حتى وضع نفسه على ساحة الهدافين وظل يظهر مهارة فائقة في حسم المباريات عندما تتأزم الأمور ويزداد الموقف المريخي صعوبة حيث ينجح في فك طلاسم وشفرات أعتى الخصوم. وخارج الملعب ظل ايداهو يتعامل مع الجميع ببشاشة سواء من الذين يعرفهم أو لا يعرفهم وسكن حب السودان في قلبه فحمل جنسيته بل كان يفاخر بذلك وحبب اللعب في السودان لكثير من اللاعبين بما فيهم أمادو الذي يلعب اليوم للهلال وكان أكثر المتأثرين لفقده عقب مباراة الهلال والأهلي مدني. إن خسارة المريخ في ايداهور كبيرة وحزن أسرته عليه كبير لكننا نتطلع بالثقة والأمل لتجاوز آثارها النفسية والعصبية لتمضي المسيرة بكل العزم والهمم. من ضرب إيداهور؟ في أعقاب صافرة الحكم بإلغاء وإنهاء المباراة على خلفية خبر الرحيل المُر للاعب ايداهو شهد إستاد المريخ حالة من الغليان وثورة الغضب لدى جماهير المريخ وبلغت حدة المواجهة أقسى صورها عندما تعرض بعض نجوم الأمل للأذى على أساس أن اللاعب سقط في الملعب لضربة خفية. إن شخصي الضعيف وقع فريسة لشائعة ترددت عقب المباراة مفادها هذه الضربة الخفية وبالرغم من متابعاتي عبر التلفزيون القومي لتلك اللحظات التي سبقت سقوط اللاعب إلا أنني وغيري من من تابعوا تلك اللحظات من المباراة المأساوية وبعد التدقيق والمراجعة لم نجد في تلك المشاهد التي مرت أمامنا ما يثبت أن اعتداء قد وقع على اللاعب أو أن سقوطه كان بفعل فاعل وحتى الذين تابعوا المباراة من داخل الإستاد لم نجد بينهم من أثبت اتهاماً من هذا القبيل أو أشاروا لواقعة بعينها كما أننا ومن خلال الصور العديدة التي التقطت للاعب والصورة التلفزيونية اكتشفنا جملة من الحقائق منها: أن الصور التي التقطت من قريب للاعب قبل دقائق قليلة من المباراة كانت تظهر مرض اللاعب بجلاء فالوجه شاحب بصورة لا تصدق والشفتان ناشفتان ولا تبدو أعراض المرض في وجهه فقط بل في حركته عندما كان يتوقف وينحني للأرض حتى لحظة السقوط. إن هذه الحالة التي كان يعيشها اللاعب لا تتفق مع الاتهام الذي يتناقله البعض دون دليل وبالتالي ليس هناك أي غموض يحيط بهذه الإصابة فالشريط والصور لا يكذبان ولا يتجملان. إن موقفي لا يقوم على مجاملة لبلدياتي وليس عودة لتلك الجمل والكلمات الجميلة التي تحدثوا بها عقب المباراة وحملتها تصريحاتهم في الصحف أمس لكنها محاولة لإثبات مسلل جديد من العداء بين المريخ والأمل بسبب مشاهد لا تتحمل التشكيك في صحتها إلا إذا كان ذلك صادراً من خيال جامح خاصة وقد سمعنا أن جمال الوالي نفسه دافع عن الأمل ودفع عنه هذه التهمة الجائرة خلال ردوده على جماهير المريخ الغاضبة ولعل هذا مدخل صحيح لإثبات براءة الأمل من اتهامات باطلة وإدعاءات مغلوطة وأكاذيب مسمومة.